تأخذ فلسطين موقعًا مركزيًا من اشتغالات "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"؛ حيث تحضر، بشكل بارز، في الأعمال البحثية التي تُقدَّم ضمن مؤتمراته وندواته، أو تُنشر ضمن كُتبه ودورياته المختلفة؛ ومن ذلك سلسةُ "ذاكرة فلسطين" التي صدرت ضمنها مجموعةٌ كتب تدرس تاريخ فلسطين ومحطّاته المتعدّدة.
قبل أيّام، أعلن المركزُ عن تعاوُنه مع "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" في تنظيم مؤتمر سنوي علمي بعنوان "المنتدى السنوي لفلسطين"، ستُعقَد دورته الأولى في النصف الثاني من كانون الثاني / يناير 2023، مشيراً إلى سعيه ليكون "فضاءً أكاديميًا يُقدّم فيه باحثون فلسطينيّون، وغير فلسطينيّين، من أنحاء العالم كافة، أوراقًا بحثية تتعلّق بفلسطين وتاريخها، والقضية الفلسطينية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ظلّ الاحتلال، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، والصهيونية وحركات التحرُّر الوطني، وفلسطين في العلاقات العربية، وفلسطين في العلاقات الدولية، وقضايا الرأي العام وغيرها من القضايا ذات الصلة".
وذكر المركز، في بيان له، أنّ المؤتمر لن يكون له موضوعٌ سنوي محدَّد؛ حيث لا يجري تكليف باحثين بكتابة أوراق إلّا كاستثناء، بل سيكون فرصةً للباحثين الذين يعملون أصلًا على أبحاث للنشر لتقديمها ومناقشتها، كما هو الحال في المؤتمرات العلمية الكبيرة، مضيفًا أنَّ الأوراق التي يُفترض أن تصل إلى اللجنة المنظمة للمؤتمر، قبل أربعة أشهر - كحدّ أقصى - من انعقاده، ستمرُّ بعملية تحكيم بعد اطّلاع اللجنة عليها، وفحص قابليتها للتحكيم. وبعد إقرار الأوراق، تتولى اللجنة توزيعها على الجلسات، وفق المواضيع المختلفة. ومن جهة أُخرى، سيكون بإمكان المهتمّين بموضوعات المؤتمر التسجيل لحضوره من دون تقديم أوراق.
ومع أنّه يكتسي طابعًا أكاديميًا، أشار البان إلى أنّ المؤسَّستين لم تتجاهلا حقيقة أن عقده سنويًّا سيُشكِّل فرصة للمهتمين بقضية فلسطين، وسياقاتها الإقليمية والعالمية، للالتقاء وتبادل وجهات النظر، مضيفاً أنّ "المؤسّستَين واثقتان بأن المؤتمر سوف يشكّل رافعة مهمّة، ليس للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها فحسب، بل أيضًا لتعزيز مركزية قضية فلسطين والاهتمام العربي والدولي بها".
وفي ما يتعلّق بنواظم المشاركة، ذكر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أنّ لجنة المؤتمر ستبدأ في استقبال المقترحات البحثية (في 500 كلمة كحدّ أقصى)، مرفقةً بسيرة ذاتية محدّثة للباحث، باللغة العربية أو الإنكليزية، في مدّة أقصاها 30 نيسان/ أبريل 2022، على أن تتوافر فيها المواصفات الشكلية والمعيارية الأساسية للمقترح البحثي: إشكالية البحث وقضاياه الأساسية وفرضياته، والمنهجية والأطر النظرية التي يستعملها، فضلًا عن الجديد فيها أو الإضافات البحثية على مستوى المعالجات والمقاربات أو النتائج.
وتُستقبَل الأبحاثُ التي وافقت لجنةُ المؤتمر على مقترحاتها (بين 6000 و9000 كلمة) على نحو تكون فيه قابلة للتحكيم، في موعد أقصاه 15 أيلول/ سبتمبر 2022.