من المعلوم أن القصّة القصيرة جنس أدبيّ مظلوم نظراً لتشابهه مع شكل الكتابة المهيمن منذ عقود عالمياً وعربياً، ونعني الرواية. لا يختلف الأمر كثيراً في ليبيا حيث أن إضاءة القصّة - نقدياً وبحثياً - تعدّ نادرة.
يأتي كتاب "النقد التطبيقي للقصّة الليبية القصيرة" للباحث الليبي عبد الحميد المالكي ليسدّ بعضاً من هذا النقص، وهو عمل صدر مؤخّراً عن "دار مكتبة الشعب" في مدينة مصراتة.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، تناول المؤلّف في الأول بالدراسة مجموعتين قصصيّتين هما: "أموت كلّ يوم" للكاتب الراحل علي الجعكي، و"غصائص" لـ طاهر بن طاهر، كما تناول المالكي نصوصاً قصصية لـ سالم العبار لم تصدر في كتاب حيث جمعها من منابر مختلفة صدر فيها.
في القسم الثاني يشتغل المالكي بقرب أكثر على النصوص من حيث بنيتها الداخلية، وهنا نقرأ دراستين؛ الأولى حول قصّة "القطة" لـ محمد الزنتاني، وفي الدراسة الثانية يعود إلى علي الجعكي من خلال نصّ عنوانه "الثعبان".
أمّا القسم الثالث فهو يقارب القصّة الليبية من زاوية الموضوعات، حيث يدرس في البداية ملامح أدب السجن في كتابات عمر الككلي ومحمد الأصفر وعبدالله الغزال. وفي مستوى آخر، يتناول صورة المرأة الليبية في كتاباتها من خلال أعمال تركية عبد الحفيظ.