في 27 آذار/ مارس من كلّ عام، يجري الاحتفال باليوم العالمي للمسرح منذ قرابة سبعة عقود، وهو موعد تغيّرت ملامحه بعض الشيء منذ العام الماضي مع جائحة كورونا وإغلاق المسارح. هذا العام، بات "اليوم العالمي للمسرح" مناسبةً للتأكيد على أهمية عودة العروض المسرحية واللقاء المباشر مع الجمهور.
لكن متفحّص التفاعل مع "اليوم العالمي للمسرح" سيجد، إلى جانب هذه الدعوة لإعادة المسرحيين إلى الخشبة، نزعةً إلى تجاوز "الاحتفال الفولكلوري" بهذا النوع من المناسبات، وهو ما نجده في تدوينة للمخرج المسرحي التونسي توفيق الجبالي، الذي كتب: "لا احتفاء بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، فأيّام التياترو كلها احتفاء" (و"التياترو" هو اسم الفضاء المسرحي الذي أسّسه منذ نهاية الثمانينيات).
لهذه الدعوة ما يسندها، خصوصاً وأن "اليوم العالمي للمسرح" لا يحضر فيه شيءٌ لافت فنياً، مقابل استثمار متزايد. ومن ذلك أن الرئيس التونسي، قيس سعيّد، قد استقبل اليوم الممثّلة منى نور الدين، وإيمان صَفَر، المكلّفة إدارة مؤسّسة "المسرح الوطني"، وهو خيار يعبّر عن وعيٍ مبسّط بالمسرح في تونس. فنور الدين باتت تُحسب، منذ سنوات، على التلفزيون أكثر من المسرح، كما أنّ في تكريم الإداريين خلطاً بين المسرح ومؤسّساته.
وضمن المناسبة نفسِها، نجد أن عدداً من وزراء الثقافة العرب يتّخدون اليوم فرصة لتهنئة المسرحيين، فنقرأ في تدوينة لوزير الثقافة العراقي، حسن ناظم: "إنَّ هذه المناسبة تدعونا إلى تعزيز قيَم المسرح بوصفه أداةً من أدوات التنوير، ووسيلة من وسائل التواصل الإنساني الإبداعي البنّاء". يضيف: "نتمنّى أن لا تؤثّر ظروف الجائحة وتوابعها على مجمل النشاط المسرحي العراقي، ونحنُ مستمرّون في دعمنا للمسرح، وتذليل العقَبات التي تُعيق أعمال المسرحيين؛ ليستمرّوا في تقديم عطائهم الذي يليق بمنجز المسرح العراقي، الذي يظلّ متفوّقاً عربياً، شكلاً ومضموناً".
كما كتبت وزيرة الثقافة الجزائرية، مليكة بن دودة: "في اليوم العالمي للمسرح نتذكّر الخالدين في ذاكرتنا باعترافٍ وامتنان. وكبلدٍ كبير في منجزه الثقافي، نفخر بأسماء المسرح كلّها من علالو والتوري وباشطارزي ومصطفى كاتب ورويشد وعلال المحب وعبد الحليم رايس ومحمد بودية إلى أمحمد بن قطاف وكلثوم وعبد القادر علولة وولد عبد الرحمان كاكي وعز الدين مجوبي وصونيا وغيرهم من صانعي أمجاد المسرح الجزائري".