"بداية معركة": المنسيّات ولوحاتهنّ

16 مارس 2021
أوتوبورتريه لـ جوديث لايستر
+ الخط -

مع ذكرى اليوم العالمي للمرأة سنوياً، في الثامن من الشهر الجاري، كثيراً ما يستعاد خطاب ضرورة إعادة كتابة التاريخ في مستوياته العدة؛ السياسي والأدبي والفنّي والعلمي، من منظور أكثر موازنة في النظر إلى حضور المرأة والرجل. الإشكالية التي تعترض هذا الطرح هو غياب التوثيق للمساهمات النسائية.

يحفر كتاب "نساء رسامات: بداية معركة" لمؤرخة الفن الفرنسية مرتين لاكاس في هذا الاتجاه، حيث تضيء حضور المرأة في عالم الفن التشكيلي، في ما بين 1780 و1830، وهي الفترة التي تبلور فيها الفن كحقل اجتماعي مُهيكل، به مؤسسات ثابتة  بعضها ترعاها الدولة وأخرى ظهرت بشكل عفوي مثل فضاءات تجميع اللوحات من قبل المقتنين.

أهم ما تلاحظه لاكاس، في العمل الذي صدر عن "غاليمار" ضمن الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، وجود وعي نسوي (قبل استقرار مفهوم يؤدّي هذا المعنى) لدى النساء اللواتي مارسن الفن، إذ تثبت مؤرخة الفن الفرنسية وجود نزعة للتموقع لديهن، بل أكثر من ذلك فإن المعركة التي نتحدّث عنها اليوم بضرورة أن يكون الفن غير مجندر كانت حاضرة في ذلك الزمن، وهو ما يشير إليه عنوان الكتاب.

ينشغل الكتاب بأسئلة أخرى، مثل ارتباط حضور نساء في عالم الفن بأحداث سياسية كالثورة الفرنسية أو بدء الحروب الاستعمارية، كما تدرس كيف وصلت المعرفة الفنية للمبدعات على اعتبار أن أكاديميات الفنون لم تكن تقبل بتسجيل الفتيات، وأن الصنعة الفنية كانت تُنقل في ورش الفنانين الكبار، وعادة لا يقبل هؤلاء بتعليم البنات لأن الصنعة الفنية كانت نوعاً من التوريث وبما أن أعمال النساء غير معترف بها فإن تعليم البنات كان يبدو إضاعة للوقت.

تاريخ معركة

من جهة أخرى، حاولت المؤلفة أن تفهم علاقة المشتغلات بالفن بالتيارات الإبداعية التي كانت رائجة في نصف القرن الذي تدرسه. وهنا ترصد انجذاب النساء إلى ما يعرف بفن الركوكو والذي يقوم على الألوان الزاهية والزخرفة غير الهندسية. 

يُذكر أن الكتاب هو تجسيد جديد لفكرة معرض بنفس العنوان جاب عدداً من المتاحف الأوروبية في السنوات الماضية واعتبر في حد ذاته محاولة عملية في إعادة صياغة تاريخ الفن.

المساهمون