لا يُختلف على أهمّية الفنون ودورها الأساسي في انتشال القطاع الثقافي من انهيار مُتسلسل شلّ الحركة الفنّية في لبنان منذ أكثر من عامين. وفي هذا السياق أُقيمت معارض ومبادرات عديدة، طيلة المدّة الماضية، للحيلولة دون الاستسلام للواقع الراهن.
من أحدث هذه التظاهرات كانت "بيروت تُبدع"؛ المعرض الذي افتُتح في 29 من الشهر الماضي، بتنظيم من "المركز الفرنسي في لبنان"، وتُختتم فعالياتُه مساء اليوم في "مصانع أبرويان" ببيروت، ولو أنّه كان بالإمكان تجنّب العناوين التي تستبق النتائج، وأن تُترك للمتلقين فسحة من التأمّل والحسّ النقدي.
تنقسم الاشتغالات في المعرض إلى ثلاثة حقول هي: العروض المخصّصة للعامّة والعروض الفنّية، والحقل الثالث المُخصّص للشباب والمراهقين.
حضر في القسم الأوّل مشروعٌ حمل عنوان "رِي دو فيل"، وهو عبارة عن فكرة معمارية تعكس بيروت كما نراها على الأرض، وقّعه المعماري الفرنسي دافيد مانجين، بمساهمة من طلاب "الجامعة اللبنانية الأميركية"، إلى جانب مجموعات أُخرى بحثت في المساحات الجماعية بالمدينة.
أمّا القسم الثاني، فقد تضمّن 12 مقابلة صُوّرت في الأيام التالية لانفجار "مرفأ بيروت" في 4 آب/ أغسطس 2020، من إنتاج باسكال أوديل ووسام شرف. كما قُدِّم عرضان ضمن القسم الثالث من التظاهرة: "أنتم المراهقون"؛ وهو فيلم وثائقي للفنّانة فاليري مريجين، ويقوم على فكرة إعطاء المراهقين الذين الصوتَ كي يتكلّموا عن مستقبلهم ورغباتهم.
وحمل العرض الثاني عنوان "كذلك يا لبنان"؛ وهو معرضٌ فوتوغرافي للفنّان فريديريك ستوسين، ويقاطع من خلاله الأزمنة ما بين الطفولة والبلوغ، مع خلفية الأحداث السياسية والاقتصادية. وعُرضَت مجموعة مختارة من الصور التي جرى التقاطها كجزء من مسابقة "قصص مراهقين".
وفي الجانب الذي سلّط الضوء على آلات المدينة وعلاقتها بالهندسة المعمارية، افتتحَ معرض "ماشين دو فيل"، وتحدّث فيه المنظّمون عن أزمة الأماكن العامة، والقدرة على تنشيط المساحة الحضرية.