"تخيّل موتسارت": صورة الموسيقي النمساوي في 250 عاماً

09 يونيو 2021
(ملصق المعرض)
+ الخط -

تعدّ اللوحة التي رسمها جوزيف لانغ لصهره فولفغانغ أماديوس موتسارت الوثيقة البصرية الأساسية التي اعتمد عليها الفنانون لاحقاً لتصوير شخصيته، وفيها يلوّن الجزء العلوي من اللوحة فقط، بينما تظهر اليدين كخط غامض، تعزفان على البيانو، حيث تكرَّس خلالها كشخصية مثالية تناسب صورته كمبدع استثنائي في عصره.

هذه اللوحة وأعمال أخرى رُسمت خلال مئتين وخمسين سنة ماضية تُقدَّم في معرض "تخيُّل موتسارت" الذي افتُتح في "قصر إقامة فورتسبورغ" بألمانيا منتصف الشهر الماضي، ويتواصل حتى الحادي عشر من تموز/ يوليو المقبل. كما يضمّ المعرض مجموعة من الرسائل الأصلية للمؤلّف الموسيقي النمساوي (1756 – 1791) وتوقيعاته على دفاتر النوتة الموسيقية.

(لوحة "موتسارت" للفنان الألماني غيرارد ريختر، من المعرض)
(لوحة "موتسارت" للفنان الألماني غيرارد ريختر، من المعرض)

يستكشف المعرض الفارق في تأثير الموسيقار في زمنه، وكيف نظر إليه الناس خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث تبرز العديد من التغيّرات في تخيّله الذي تأخّر نسبياً. إذ وُضع أول نصب تذكاري له في مسقط رأسه، مدينة سالزبورغ، بعد مرور سبعين عاماً على رحيله، ويُعرض تصميم نصب لموزارت نفّذه إدموند فون هيلمر على قاعدة محاطة بأعمدة وتماثيل أخرى وأكاليل، وأظهره في لحظة إلهام، وهو يحدّق بعيداً، لكنّ هذا التصميم لم يتحوّل إلى نصب حقيقي.

من الأعمال المعاصرة المعروضة لوحة للفنان الألماني غيرارد ريختر (1932) الذي نفّذها بالزيت على القماش عام 1981 بأسلوب تجريدي يعكس تدفّق النغم، مستخدماً الأزرق الذي يحاكي مقطوعة موسيقية مؤلّفة على سطحٍ يتداخل فيه الأحمر والأصفر بتدرجّاتهما.

(لوحة جوزيف لانغ؛ الفنان الوحيد الذي رسم موتسارت في حياته)
(لوحة جوزيف لانغ؛ الفنان الوحيد الذي رسم موتسارت في حياته)

إلى جانب عمل لمواطنه الفنان الانطباعي ماكس سليفوغت (1868 – 1932) أنجزه سنة 1920 بعنوان "الفلوت السحري: مخطوطة موتسارت مع رسوم توضيحية هامشية"، وهو عبارة عن كتاب يتضمّن نقوشاً طباعية للعديد من مقطوعات موتسارت تحيطها رسوم تستوحي عوالمها، حيث يظهر الفرسان والعديد من المعالم التاريخية في مدن أوروبية وشخصيات في هيئات وأحوال مختلفة.

أمّا الرسام النمساوي أوسكار كوكوشكا (1886 – 1980)، فتخيّل موتسارت في تصميم لأوبرا "الفلوت السحري" أيضاً، نفّذه عام 1956، ويضمّ عدداً من رسوماته المجموعة في كتاب على شكل مروحة تتسلسل المشاهد المختارة على أوراقها. بينما يظهر موتسارت طفلاً في التمثال البرونزي الذي أنجزه النحات الفرنسي لويس إرنست بارياس (1841 – 1905).

واختار الفنان الفرنسي جاك إميل بلانش (1861 – 1942) شخصية شيروبينو من أوبرا "زواج فيغارو"، الشاب الصغير الذي يقع في غرام الكونتيسة روزينا في العمل، وينشد لها أغانيَ رومانسية، لكنّها تتلاعب به لغايات تتعلّق بكشف أسرار زوجها الكونت.

المساهمون