في دورتها الثامنة، لعام 2022، اختار مجلس أمناء "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهُم الدولي" في الدوحة اللغةَ التركيةَ لغةً رئيسية ثانية (بالإضافة إلى الإنكليزية) في الفئة الأولى، بينما اختار خمس لغات جديدة في فئة الإنجاز للغات الفرعية؛ وهي: الرومانية، وبهاسا إندونيسيا، والكازاخية، والسواحلية، والفيتنامية؛ حيثُ تُمنَح الجائزة لأعمال مترجمة من هذه اللغات إلى العربية وبالعكس.
أخيراً، أطلقت الجائزة سلسلةً من الأنشطة والندوات النقاشية التي تسعى إلى الإضاءة على واقع الترجمة من وإلى العربية واللغات الفرعية الخمس. كانت البداية بندوةٍ أقامتها، في السابع والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي، في "جامعة زنجبار" حول "واقع وآفاق الترجمة بين العربية والسواحلية"، وتناول فيها باحثون وأكاديميّون حركية الترجمة بين اللغتين في زنجبار بشكل خاص، وفي تنزانيا والشرق الأفريقي بشكل عام.
كما أُقيم لقاءٌ للتعريف بالجائزة والتشجيع على الترجمة بين اللغتين، وذلك في "المركز العالمي للتعريف باللغة السواحلية"، والذي يتضمّن قسماً خاصّاً باللغة العربية ولغات أجنبية أُخرى، بالإضافة إلى قسم خاصّ بالترجمة.
وفي السابع من تمّوز/ يوليو الجاري، أقامت الجائزة عدداً من الفعاليات الثقافية في كازاخستان، ضمن جولةٍ لاستكشاف "واقع وآفاق الترجمة بين العربية والكازاخية"؛ وهو عنوان ندوةٍ احتضنتها "جامعة الفارابي الوطنية" في مدينة ألماتي، بمشاركة عددٍ من الباحثين والأكاديميّين.
وفي هذا السياق، تنظّم الجائزة، عند الرابعة من مساء اليوم، ندوةً عن بُعد بعنوان "واقع وآفاق الترجمة بين اللغتين العربية والفيتنامية"، بمشاركة عددٍ من الأكاديميّين والمترجمين الفيتناميّين؛ وهُم: فان ثي ثو فونج التي تتحدّث، في مداخلتها، عن تجربتها الشخصية في الترجمة من اللغة العربية إلى الفيتنامية، وفام ثي ثوي فان التي تتطرّق إلى التجربة الفيتنامية في الترجمة بين اللغتين، وهوانج ثو منه التي تستعرض الصعوبات والمعوِّقات التي تواجه الترجمة العربية الفيتنامية.
من بين تلك الصعوبات الاختلافُ المنطقي بين اللغتين، والذي يعود إلى اختلاف العائلة التي ينتمي إليها كلٌّ منهما، حيث إنّ العربية من اللغات السامية وتنتمي إلى اللغات الآفرو- آسيوية، بينما الفيتنامية فرعٌ من عائلة اللغة النمساوية الآسيوية، ممّا يجعل عملية الترجمة بينهما تتطلّب جهداً كبيراً من أجل إنجازها بشكل دقيق.
كما تتحدّث في الندوة، التي يديرها الأكاديمي مصطفى هليل، حنان الفياض، المستشارة الإعلامية للجائزة، عن فلسفة الجائزة وشروطها وقيمتها المالية.
يُذكر أنّ "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" تأسّست عام 2015 بالتعاون مع "منتدى العلاقات العربية والدولية"، وتصل قيمتها المالية إلى مليونَي دولار أميركي. وقد فتُح باب تلقّي الأعمال المرشّحة للدورة الثامنة في منتصف شباط/ فبراير وسيتواصل حتى منتصف آب/ أغسطس المقبل.