لا تزال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين"، التي أسّسها عبد الحميد بن باديس (1889 - 1940) وعددٌ من الإصلاحيّين الجزائريّين في النصف الأوّل من القرن العشرين، تنشُط إلى اليوم، وإنْ كان دورُها في المشهد الثقافي والسياسي قد شهد تراجُعاً لافتاً بالمقارنة مع الأدوار التي أدّتها خلال الفترة الاستعمارية.
تُستعاد الجمعية، عادةً، بالإضاءة على سيَر مؤسّسيها البارزين، ودورها في تعليم الجزائريّين، وهي التي كان مثّل "إحياءُ الشعب الجزائري والنهوض به، وإصلاح المجتمع، وزرع القيم والأخلاق الإسلامية الرفيعة والمحافظة على هويته" بعضَ أهدافها الرئيسية، كما تُستعاد ضمن سجالاتٍ كثيراً ما تُثار حول موقفها المتردِّد مِن الثورة التحريرية ( 1954- 1962).
في معرضٍ افتُتح أمس بمدينة الطارف، شرق الجزائر، ويتواصل على مدار أربعة أيام، نقف على استعادةٍ مختلفة للجمعية، تتمثّل في الجانب البصري الذي قلّما يجري الاهتمام به؛ حيثُ يحضر في المعرض عددُ مِن الصور الفوتوغرافية التي تُوثّق لتاريخ الجمعية، وتُبرز جوانب مِن يوميات أعضائها ونشاطاتهم.
ويُقام المعرض ضمن تظاهرة ثقافية وعلمية يُنظّمها "مخبر التراث والدراسات اللسانية" في "جامعة الشاذلي بن جديد" بالطارف بالتنسيق مع فرع "جمعية العلماء المسلمين" في المدينة، بمناسبة ما يُسمّى في الجزائر "يوم العلم"، والذي يُصادِف ذكرى رحيل ابن باديس في السادس عشر من نيسان/ أبريل من كل عام.
يتضمّن المعرض، أيضاً، مجموعةً من الوثائق والمجلَّدات والكتب وأطروحات الدكتوراه التي أُعدّت حول جوانب مختلفة مِن الجمعية، وخصوصاً حول دور ابن باديس الذي يوصف بـ"رائد النهضة الإسلامية في الجزائر". كما يُقام ملتقى دولي افتراضي يُشارك فيه عددٌ من الكتّاب والأكاديميّين.