"جورج طرابيشي": استعادة بالفرنسية

01 مايو 2021
جورج طرابيشي في بورتريه لـ سعد خليف (العربي الجديد)
+ الخط -

في سنواته الأخيرة، التي قابلت فترة الانتفاضات العربية، اختار المفكر والمترجم السوري طرابيشي (1939 - 2015) أن ينأى بنفسه عن سجالات الحياة الثقافية والسياسية العربية، بل إنه توقّف عن الكتابة الفكرية والترجمة وكأنه يعلن موقفاً من كل ما يدور حوله.

ومنذ رحيله في باريس، لم يُذكر طرابيشي كثيراً على الرغم من أن أطروحاته حول العقل العربي الإسلامي، أو الفكر الغيبي، أو المكبوت السياسي، كان يمكن أن تفسّر الكثير مما عاشته المنطقة من عودة للديكتاوريات وصعود التشدّد الديني وغير ذلك.

ضمن سلسلة "مئة كتاب وكتاب" التي أطلقها كل من "معهد العالم العربي" في باريس و"المركز الثقافي للكتاب" في الدار البيضاء، صدر مؤخراً بالفرنسية كتاب "جورج طرابيشي" للباحث الفرنسي غريغوار مارشو، وفيه يقدّم مجمل مسيرة صاحب "المرض بالغرب".

لعل أبرز ما يقترحه الكتاب هو تقسيم مارشو لمسيرة طرابيشي المعرفية من خلال مجموعة من الإشكاليات التاريخية-الثقافية، بدءاً من التجربة السياسية في سورية واختيار الماركسية كمنهجية قراءة للواقع العربي، وصولاً إلى مشروع "نقد نقد العقل العربي"، مروراً بمشاريع الترجمة لهيغل وفرويد ومرحلة النقد الأدبي في مسيرته.

لعل من الجدير أن ننوّه هنا إلى أن العربية لا تزال تخلو من قراءات مشابهة في مسار المفكّر السوري، حيث لا نعثر على أي عمل منهجي يستقرئ تجربته أو يضبط بنيتها، ناهيك عن محاولة كتابة سيرته رغم ما تحتويه من تقلبات وإضاءات على عصره.

يُذكر أن مؤلف الكتاب كان يعرف طرابيشي باعتبار أنه باحث في الفلسفة من جهة وكونه عاش سنين طفولته في سورية، حيث درّس بعض السنوات في جامعة حلب وقد انشغل في أبحاثه بقضايا الاستعمار المعرفي والاستبداد.

أما جورج طرابيشي فهو أحد أبرز المشتغلين بالفكر عربياً خلال القرن العشرين، ومن أبرز مؤلفاته: "من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث"، و"المعجزة أو سبات العقل في الإسلام"، و"مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة"، و"مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام"، و"المثقفون العرب والتراث: التحليل النفسي لعصاب جماعي".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون