في عام 2019، بدأ التجهيز للدورة الأولى من تظاهرة "حجّيتك" (أُحجيتُك) التي تحقّقت بالفعل عام 2021، واحتضنتها ثلاثة فضاءات ثقافية في العاصمة السودانية الخرطوم، هي: "بيت التراث" و"مركز أم درمان الثقافي" و"المعهد الفرنسي".
تقوم فكرة التظاهرة على مجموعة جلسات حكائية، بالإضافة إلى معرض رسومات؛ لتزويد الأطفال والمعلّمين في المرحلة الأساسية بما يُعزّز صلتهم بالتراث السوداني، وبالأخص تلك العناصر التي تُصنَّف ضمن التراث اللامادي والشفوي.
انطلاقاً من تلك العناصر التي يختلطُ فيها التشويق بالخيال، فإنّ التظاهرة أخذت اسمها من الأحاجي والألغاز التي تُستخدَم عادةً للفت انتباه الطفل وزيادة تركيزه، وهي تنتمي إلى ثقافة البلاد الأصيلة.
عند السادسة والنصف من مساء اليوم، تنطلق الدورة الثانية من تظاهرة "حجّيتك" في فضاء "المعهد الفرنسي"، وتتضمّن افتتاح المعرض وتليه جلسات أحجيات باللغتين العربية والفرنسية، على أن تنتقل الفعاليات إلى "مركز أم درمان الثقافي" في 24 و30 من الشهر الجاري، قبل أن يُختتم المعرض في اليوم الأخير من هذا الشهر بـ"المعهد الفرنسي"، و24 من الشهر المُقبل في "بيت التراث".
تهدف هذه الدورة حسب المنظّمين إلى "تقديم أكثر من سردية عن الحياة الحضرية والحياة الريفية في السودان حيث يجمع المشروع بين الأدب والأعمال الفنّية"، وهنا يمكن توجيه عدد من الملاحظات للفكرة أوّلاً، فيما لو كانت تنظر إلى أنماط العيش في بلد كبير وممتدّ مثل السودان لتحصرها في مجرّد ثنائية بين ريف وحضَر، وإلى أي مدى يمكن تجاوزها أو النظر فيها؟
أمّا الملاحظة الثانية فهي تندرج في سياق التنفيذ المحصور في الخرطوم فقط، وهو ما يُعزّز المركزية الثقافية للعاصمة على حساب الأطراف، رغمَ أنّ هذه الدورة ليست الأولى، ومن الأجدر التفكير قليلاً بما هو خارج الترسيمات الثقافية للمراكز التي تتصدّر مشهد صناعة الثقافة.
يُشار إلى أنّ ثمانية نصوص تُشارك في هذه الدورة، هي: "حورية أبو عجاج" لمنير ساتي ورسومات ياسر عبد الهادي، و"الأرنب وزعيم القردة" لـ مِلّي ملواك راو دينق ورسومات مصطفى عبد الله يوسف، و"حديقة عم عثمان" لإبراهيم سيد إبراهيم عثمان ورسومات هبة ياسر، و"القش الماشي" لمصطفى عبد السلام الخيار ورسومات شروق إدريس، و"بنت الملك" لمحمد أوهاج ورسومات حياة أحمد، و"محلق والعرافة" لأنور محمد سليمان ورسومات ولاء حاج الشيخ، و"ديك عرفات" لإسماعيل علي الفحيل ورسومات آلاء عبد العاطي عمر، و"قطط سواكن العجيبة" لأمل محمد صالح ورسومات عمار إبراهيم.