تمثّل "دائرة المعارف الإسلامية" أحد أبرز المشاريع الأكاديمية الغربية التي اهتمّت بالثقافة العربية الإسلامية، فقد جمعت في تأليف موادها مجموعة من أبرز المختصّين في مجالات علمية تتقاطع مع التاريخ العربي، مثل القانون والدين والأدب والعلوم.
استمّر تأليف "دائرة المعارف الإسلامية" من 1913 إلى 1938، لتصدر في سلسلة مجلّدات باتت تمثّل المرجع الرئيسي لشريحة واسعة من الباحثين الأوروبيين، خصوصاً وأنها صدرت بثلاث لغات هي الإنكليزية والألمانية والفرنسية، ويجري تحيينها من حين إلى آخر كلما ظهر للمشرفين عليها أنها باتت لا تلبّي حاجات الباحثين.
بقيت هذه الموسوعة بعيدة عن الثقافة التي تتحدّث عنها، في حين أنها بحاجة إلى فحص، حيث ظهرت في وقت كان الاستشراق مهيمناً على دراسات الثقافة العربية، وبالتالي فإن الصورة التي تنتجها "دائرة المعارف الإسلامية" ينبغي أن يكون العرب على علم بها، كي يكون في مقدورهم مواجهتها ثقافياً.
منذ أيام، أعلن "معهد تونس للترجمة" صدور مختارات من "دائرة المعارف الإسلامية" انطلاقاً من الطبعة الإنكليزية، بعد الحصول على حقوق الترجمة من مؤسسة "بريل" التي تدير هذا المشروع.
يشير البيان الإعلاني عن صدور ترجمة المختارات إلى أن الاشتغال على مشروع بهذه الضخامة قد اقتضى مشاركة عدد كبير من المترجمين والمترجمات ضمن تخصصات متنوّعة بما يمسح مختلف المجالات التي لامستها الموسوعة.
يبقى أن نتساءل عن كيفية التعامل مع الفوارق في التلقي بين قارئ غربي يتعرّف من خلال "دائرة المعارف الإسلامية" على ثقافة غريبة عنه، وقارئ عربيّ ملمّ بالكثير منها.