تقتصر عادةً الوثيقة التاريخية على الرسائل والمخطوطات والأوراق الإدارية، وبذلك يجري إقصاء الكثير من العناصر التي عايشت الأحداث الكبرى التي يتحدّث عنها التاريخ. فماذا لو أدرجت ضمن تصنيف: وثائق تاريخية؟
حتى 26 من الشهر الجاري، يقترح فرع "متحف اللوفر" في مدينة لانس (شمال فرنسا) تحويل أواني الطعام إلى وثائق تاريخية، في معرض بعنوان "سُفرات السلطة"، حيث يجري تركيب مجموعة من الولائم التي يفترض أنها عايشت تبلور أحداث في التاريخ الأوروبي، وخصوصاً في بلاطات ملوك فرنسا ما قبل الثورة (نهاية القرن الثامن عشر)، لكن المعرض يذهب أبعد بإضاءة التحوّلات إلى الزمن الجمهوري من خلال طاولات الشخصيات الرسمية.
جرى تجميع عناصر المعرض من مقتنيات "اللوفر" وعدد من المجموعات المتحفية الأخرى، ويضمّ بالأساس أوانيَ أسرة بوربون التي وُجدت في قصورها، إضافة إلى تجميع التحف التي كانت تحيط بالطاولات الملكية والأميرية بالعودة إلى العصور الرومانية التي تبلور ضمنها مبدأ بروتوكولات تحويل مناسبات الأكل إلى إطارٍ لنقاش ما يتعلّق بالحكم.
يقدّم المعرض أيضاً تفصيلات تاريخية حول المنطق الذي يستند إليه تنضيد الطاولات مثل المواقع التي يأخذها كلّ مدعو إلى الوليمة، وكيف يجري بناء تناسق بين الأواني وبقية أغراض الأكل.
يشير تقديم المعرض إلى أن الهدف ليس فقط إعادة بناء طاولات ملوك فرنسا وإبراز بُهرجها، بل أيضاً محاولة توضيح التطوّر في السلوكيات والبروتوكولات، علماً أن لافتات المعرض تقدّم كذلك معلومات حول كيفية غسل اليدين وطرق الجلوس وغير ذلك ممّا يتعلّق بتقاليد الطعام.