تعدّدت بنهاية العام إعلانات صدور مؤلفات حول الكاتب المصري نجيب محفوظ (1911 - 2006)، ويأتي ذلك ضمن تقليد الاحتفاء بذكرى ميلاده نهاية كل عام، وكذلك ضمن صعود اسمه في الآونة الأخيرة مع جدل حقوق نشر أعماله.
آخر هذه الكتب الصادرة حول صاحب "اللص والكلاب"، كان كتاب بعنوان "نجيب محفوظ: شرقاً وغرباً" الذي أشرف على جمع مواده الباحثان المصريان مصطفى عبد الله وشريف مليكة، وصدر عن منشورات "دار غراب".
يجمع العمل شهادات ودراسات ومقالات وحوارات عدد ممن عرفوا نجيب محفوظ عن قرب، أو دارسيه من أجيال لاحقة له، ضمن محاولة الباحثين إضاءة تلقي أدب نجيب محفوظ عربياً وفي ثقافات أخرى.
يؤكّد الكتاب أن غياب نجيب محفوظ لم يؤثّر في تدفّق الكتابات عنه وهو أمر نادر في الأدب العربي، كما يشير الباحثان إلى تطوّر نسق ترجمته إلى لغات أخرى، مع بداية الاهتمام بنصوصه الأقل شهرة مثل قصصه ومسرحياته.
يضمّ الكتاب دراسة لصبري حافظ ترصد تطوّر حركة ترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم بعد تتويج محفوظ بجائزة نوبل في عام 1988، كما يرسم روجر ألن صورة أدب نجيب محفوظ في ما كتب عنه بالإنكليزية، بينما يتناول ريموند ستوك تجربته مع ترجمة قصص محفوظ القصيرة إلى الإنكليزية.
وتحت عنوان "المرايا.. رواية سير ذاتيَّة"، يأتي بحث الناقد التونسي محمد آيت ميهوب، الذي يتتبَّع كيفية تعامل النقاد العرب والأجانب مع عمل واحد من أعمال محفوظ اختلفوا في تصنيفه أجناسيًّا، فيما يدرس أحمد درويش وأحمد صبرة رواية "أولاد حارتنا"، ويهتم السيد فضل ورشا صالح بـ"رحلة ابن فطومة". وتناول الباحث الجزائري عبد القادر فيدوح "الملامح الفكرية في روايات نجيب محفوظ".