يُعتبر مفهوم الأنثروبوسين أحد أكثر المفاهيم المستحدثة (قرابة عقدين منذ أول استخدام) تداولاً في العلوم، ويعني اندماج التاريخين الطبيعي والبشري، وهو ما يعني أن الحقبات الجيولوجية والبيئية المقبلة ستكون على عكس سابقاتها قابلة للتدخّل البشري بالتكنولوجيات والبرمجيات والتخطيطات، وأيضاً من خلال التلوّث وسوء إدارة الملف البيئي.
لا يزال هذا المفهوم غير متداول بشكل كبير عربياً، لكنه يمثّل محور الكثير من الفعاليات المعرفية في العالم، ومنها تظاهرة "في مدرسة الأنثروبوسين" التي تقام دورتها الرابعة هذه الأيام في مدينة ليون الفرنسية، وتجمع متخصصين من مجالات متباينة مثل علوم البيئة والطب والتاريخ وعلوم الحيوان والبحار والسياسة للحديث عن متغيرات العالم من زوايا المناخ والأمراض والممارسات الاجتماعية والخيارات التنموية.
انطلقت التظاهرة في 24 من كانون الثاني/ يناير الجاري وتتواصل حتى 30 منه. ومن فعاليات الأيام الأولى: "بما تحلم المخططات"، وهي ندوة نقاش تناولت قضايا المدن الحديثة والفارق بين متطلبات سكّانها والهيئات المشرفة على التخطيط، و"الصحة زمن الانثروبوسين" وفيها تدراس المشاركون علاقة التحوّلات البيئية بصعود نسق ظهور الأوبئة.
ضمن برنامج اليوم الخميس، تقام ندوة حول علاقة الفن الفوتوغرافي بالطبيعة، وفيها يقدّم المشاركون أثر الصور الفوتوغرافية في الرأي العام من خلال نموذج تصوير المدن الإيطالية الأثرية، مثل البندقية وباليرمو وفيرنزي، وتأثرها سلباً بالتغيّرات المناخية.
ومن بقية الندوات والمحاضرات نذكر: "أية أشكال جديدة للنضال الإيكولوجي؟"، و"الشباب والالتزام المبكّر بقضايا البيئة"، و"تأثير الوعي الاجتماعي في مسارات الأنثروبوسين"، و"التفكير في التضامن الاجتماعي في زمن الكوارث المتلاحقة".