أَولى المسلمون كتابهم الأوّل اعتناءً بالغاً شملَ النصَّ القرآني والوعاء الذي يُجمَع النصُّ بين دفّتَيه، أي المصحف. وإن كان الجانبُ الأوَّلُ أوجدَ مجموعةً من العلوم الدينية، فإنَّ الثاني أوجدَ مجموعةً مِن العلوم والفنون المرتبطة بالكتابة والخطوط والمخطوطات.
"كتابةُ المصحف الشريف"، عنوانُ ندوةٍ افتراضية تُقيمها "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة، بين التاسعة والعشرة والنصف مِن مساء اليوم السبت عبر منصّة "تيمز"، بمشاركة كلٍّ من إبراهيم يوسف الفخرو؛ الباحثِ القطري المهتم بالمخطوطات والمصاحف، ومحمود زكي؛ أخصّائيِّ المخطوطات في المكتبة.
وتتناول الفعالية، التي تأتي ضمن احتفال المكتبة باختيار الدوحة عاصمةً للثقافة الإسلامية، تاريخ كتابة المصحف الشريف وفنونه وتطوُّر كتابته وإخراجه عبر الأزمنة المختلفة.
في المحوَر الأوَّل، يُضيء يوسف الفخرو، الذي صدر له دليلٌ مُصوَّر بعنوان "رحلة الخطّ العربي في ظلال المصحف الشريف"، على الخطوط المستعمَلة في كتابة المصحف، والزخارف الموظَّفة لتحليته، وغيرها من فنون المخطوط، معتمِداً في ذلك على نماذج جمالية يعرضها من واقع مجموعته الخاصّة مِن مخطوطات المصاحف التي يقتنيها في الدوحة، والتي عُرضت العديد مِنها في عددٍ من المعارض المتخصّصة.
ويتناول محمود زكي، في المحور الثاني، التقاليد العامّة لكتابة المصاحف وإخراجها، وما يتّصل بمباحث علم المخطوطات مِن الورق والحبر وغيرهما. وذلك عبر دراسة تطبيقية لمجموعة من المصاحف النفيسة والنادرة تحتفظ بها مجموعة المخطوطات النادرة بمكتبة قطر الوطنية، والتي تنتمي إلى أنحاء مختلفة مِن العالم الإسلامي وعصوره؛ من الجزيرة العربية إلى أفريقيا، ومن الصين حتى الأندلس.