تتيح "المؤسسةُ العامة للحي الثقافي – كتارا" في الدوحة التجوّل في سلسلة من معارضها الافتراضية عبر منصّاتها الرقمية، والتي أقيمت خلال السنوات الأخيرة، لعدد من الفنانين التشكيليين العرب ومن مختلف أنحاء العالم، في خطوة تتماشى مع توجّه العديد من الهيئات الثقافية إلى تطوير محتواها الإلكتروني بسبب تداعيات جائحة كورونا.
من بين هذه المعارض، يمكن مشاهدة "أثر" الذي افتتح في تموز/ يوليو من العام الماضي، واشتمل ثماني عشرة لوحة للتشكيلية القطرية جواهر المناعي التي تنزع نحو التجريد في التعبير عن النقوش الأثرية التي تتناولها، وتتجاور مع حروفيات توظّفها على شكل حروف مقطعة لا تكوّن كلمة أو عبارة واضحة، لتدلّ على أثر الإنسان الباقي المتمثّل في المعرفة والكتابة.
كما تتضمّن بعض اللوحات زخارف هندسية مستمّدة من التراث، ضمن تنويع لوني بعضه يحاكي الطبيعة التي توجد فيها تلك الآثار خاصة الأصفر والبني والأحمر، وآخر ملتصق باللحظة الراهنة مثل البنفسجي ودرجات الأزرق.
وكانت الفنانة قدّمت معرضها بالقول: "خُلِق من تراب ويعود إليه.. لكنه يترك فوق أديم الأرض أثراً يُّذكَرُ من بعده ولا يُنسى، فالحضارة أثر تتناقله الأجيال. وما المؤلفات والاختراعات والإبداعات بمختلف أنواعها إلاّ آثار جميلة تخلِّد روح الإنسان الراحل وتقيها النسيان".
كما يمكن الدخول إلى معرض "سراب لا تصل إليه" للفنان القطري مسعود البلوشي الذي افتتح في حزبران/ يونيو عام 20201، والذي يضمّ لوحات تعكس تصويراً تجريدياً للواقع، ومعبراً عن مشاعره وأفكاره وعشقه للفن ومفهومه للمستقبل.
وتعود بدايات البلوشي إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتنتمي تجربته إلى الفن المفاهيمي من خلال تقديم لغة بصرية تهتمّ بمواضيع تتعلّق بالفن وعلاقته بالحياة والمجتمع، كما يشتغل حالياً على تجربة جديدة تتمحور حول إعادة التدوير في بعديه الفلسفي والجمالي.
إلى جانب معرض "تراثيات" للفنان التشكيلي القطري حسن بوجسوم الذي يحتوي اثنتي عشر لوحة، ويستخدم في بعضها القلم الأسود الجاف، كما يتعامل مع خامات مألوفة مثل الورق، ما يتيح سهولة إنجاز العمل من دون ألوان، ولإظهار مزايا القلم الأسود وجمال خطوطه، حين يبرز مواقع الظل والنور والتفاصيل الدقيقة لعناصر اللوحة.
بدوره، يتناول الفنان علي دسمال الكواري في معرض "الطيبين" توثيقاً واقعياً لمشاهد مستمّدة من الحياة اليومية التي تعكس طبيعة المجتمع القطري وتحوّلاته خلال العقود الأخيرة.