على مدار السنوات الماضية، جمَع "غاليري رؤى 32 للفنون" العمّاني أعمالاً للعديد من الفنانين من مختلف بلدان العالم الذين أقاموا معارض في العاصمة الأردنية، ليعرض جانباً من مقتنياته في معرض الصيف "لوحة، نحت، سيراميك" الذي افتتح مساء أول أمس الثلاثاء.
المعرض الذي يتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، يضمّ مجموعة متنوّعة من اللوحات الزيتية والمائية والأكريليك وأعمال السيراميك والأعمال التركيبية والمفاهيمية، إضافةً للمنحوتات بأحجامها المختلفة، وفنون الخزف، والتصوير الفوتوغرافي، وتصميم المجوهرات، لخمسة عشر فناناً.
يشارك في المعرض كل من نذير إسماعيل وناصر آغا وسبهان آدم وأكسم سلوم وعايش طحيمر من سورية، وبتول الفكيكي وعماد الظاهر من العراق، وعبد الوهاب عبد المحسن من مصر، وحسان علي أحمد من السودان، وخوسيه فنتورا من السلفادور، وعبد الحي مسلّم ورجوة بنت علي وإياد المصري وعدنان يحيى ومحمود صادق من الأردن.
يتناول عماد الظاهر في منحوتاته عناصر من التراث البابلي والآشوري، ويمزج فيها بين الجسد الإنساني وكائنات أخرى تنتمي إلى عوالم سوريالية، كما يقدّم مفردات ترمز إلى الهجرة والسفر والمنفى في أعمال أخرى، إلى جانب اعتماده الحرف الذي يتداخل مع الخيول أو الطيور في بعض منحوتاته.
وتشاركه بتول الفكيكي، من خلال لوحاتها، المرجعيةَ الميثولوجية نفسها، تمثّلها بشكل أساسي أسطورة الخصب العراقية بتجلّياتها المتعدّدة، وإشاراتها المحتشدة مع انزياحات مدروسة، تذهب بها نحو مزيد من الأنسنة والحضور في اللحظة الراهنة، لتبدو أجساداً قلقة وحائرة وخائفة وتتلفت حولها بأسلوب تجريدي تعبيري.
أما نذير إسماعيل (1948 - 2016)، فأخلص في تجربته الممتدّة لأكثر من أربعة عقود لوجوه مدينته دمشق التي رسمها بملامح غير واضحة لكنها صامتة دائماً، أو مقلوبة رؤوسها إلى أسفل، أو بوضعية أفقية بحيث تصبح العينان يمين الرأس والذفن يساره، ونفّذ بعض أعماله بواسطة الطباعة الحريرية معتمداً على صور فوتوغرافية للشام.
في أعمال عبد الوهاب عبد المحسن، تشكّل مفردات الطبيعة التكوين الأساسي، سواء في الرسم أو أعمال الحفر المستواحة من مدينته كفر الشيخ شمال القاهرة، في أسلوب ينزع إلى التجريد غالباً، محاولاً إعادة اكتشاف علاقة الإنسان بمحيطه من نباتات وكائنات حيّة وغيرها من العناصر.
ويذهب خوسيه فنتورا إلى قصص ألف ليلة وليلة في رسوماته التي تحتشد بعوالم خيالية وفنتازية؛ حيث الكائنات الغرائبية والقطط الشاردة بألوان صريحة وخطوط سوداء غالباً، بينما يرسم عدنان يحيى البورتريه ويوثّق بلغة انطباعية جماليات المكان في الأردن وفلسطين وهندسة العمارة والزي الشعبي والمطرزات وغيرها.