في بداية القرن السادس عشر، أسّس البلاط البرتغالي قلعة مازاغان (أو مازاغاو بالنطق البرتغالي) على السواحل المغربية، وكانت ضمن خطّة غزو تحت ذريعة "نشر الدين الصحيح"، لكن وضْع البرتغاليين يدهم على منطقة الأمازون بعد الاكتشافات الجغرافية الكبرى جعلهم يعدلون عن مشروع غزو المغرب إلى استعمار ما يُعرف اليوم بالبرازيل.
وهنا، قرّر البلاط البرتغالي أن ينقل مشروع مازاغان، بما فيه من بشر وعتاد وتجارة إلى البرازيل، وهي لحظة منعطف وقف عليها الباحث الفرنسي في الأنثروبولوجيا، لوران فيدال، وخصّص لها كتاباً صدر عام 2005، حاول فيه تتبّع تحوّلات الرؤية الاستعمارية، في فترة تُعدّ اللحظة الجنينية للحداثة الغربية.
عن "دار أفريقيا الشرق"، صدرت مؤخّراً النسخة العربية من كتاب "مازاغان.. المدينة التي عبرت المحيط الأطلسي" للباحث الأنثروبولوجي الفرنسي بترجمة أنجزها الكاتب المغربي سعيد بلمبخوت.
في تقديمه، يقول المترجم: "رحلة إلى عالم جديد ستكون بدون عودة، وستأخذ شكل ملحمة طويلة: ستتوقّف العائلات مؤقّتاً بلشبونة، حيث سينتظرون ستة أشهر قبل عبور المحيط الأطلسي للوصول إلى بيليم. من لشبونة إلى الجديدة وباريس وبيليم وريو دو جانيرو وماكابا ومزاغاو وفيلو ومازغابوليس؛ حاول عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي لوران فيدال جمع المعلومات من الأرشيف والمكتبات والسفر لجمع خيوط تلك الملحمة، ملحمة العصر الحديث".