عقدت "هيئة متاحف قطر" بالدوحة في شباط/ فبراير العام الماضي "منتدى الفن العام 2020"، الذي شارك فيه عدد من الفنانين والباحثين والنقاد والفاعلين الثقافيين في إدارة المتاحف والمؤسسات الفنية تناولوا في جلساتهم معنى الفن ودوره في المجالات "غير الفنية"، وإعادة تعريف الفن وإعادة التفكير فيه في المجال العام وجماهيره، ودوره في التوسّط في الحوار، وتغيير التصوّرات عن المكان.
وفي نيسان/ أبريل من السنة ذاتها، أطلقت المتاحف "مسابقة الفن العام"، التي تستهدف الطلاب المسجلين حالياً في الجامعات في قطر أو الذين تخرجوا خلال العامين الماضيين من أي جامعة في قطر، حيث يقترح المتقدّمون للمسابقة فكرة لعمل فني عام يشمل وسائط متنوعة، مثل الأعمال التركيبية، والأعمال التداخلية، وعروض الأداء وغيرها، على أن يحصل الفائزون على دعم مالي ليتسنّى لهم تنفيذ مشاريعهم المقترحة وعرضها.
تستكشف الأعمال المشاركة مفاهيم تشمل الثقافة القطرية، والحياة البرية، وكورونا
وافتتحت الهيئة معرض المسابقة الطلابية السنوية للفن العام في الحديقة الهلالية بمدينة لوسيل في العاصمة القطرية، وضمّ أعمالاً لكلّ من أحمد محروس، وهنوف أحمد، وهند جمال، ومجدولين نصر الله، وريما أبو حسن، وشادن الريابي، وشذى الريابي، بدعم من شركة الديار القطرية.
تستكشف الأعمال المشاركة في المسابقة "مجموعة واسعة من المفاهيم تشمل الثقافة القطرية، والحياة البرية، والرسائل الخاصة بالجهود المبذولة محلياً للتصدي لفيروس كوفيد-19، وستقوم لجنة تحكيم تضم ممثلين عن إدارة الفن العام في المتاحف و"الديار" باختيار أفضل ثلاثة أعمال من بين السبعة للفوز بالمسابقة"، بحسب بيان المنظّمين.
وسيتم توزيع الأعمال السبعة المقدّمة في مواقع مختلقة من مدينة لوسيل خلال العامين المقبلين، كما سينضم عملان منها إلى مجموعة مدينة مشيرب في وسط الدوحة، وهي تتنوّع بين الأعمال التفاعلية والتركيبات (الرقمية، الضوئية، إلخ) وفن الأداء، مع استثناء الجداريات من المسابقة.
يُذكر أن متاحف قطر قامت بتركيب عدد من أعمال الفن العام مؤخراً، منها منحوتة "7" للفنان الأميركي ريتشارد سيرا، في حديقة "متحف الفن الإسلامي"، وتتكون من سبع صفائح فولاذية، و"تحدي 2015" في صالة لوسيل الرياضية، للفنان العراقي أحمد البحراني، والذي يجسّد أيد ضخمة ممدودة إلى السماء، إلى جانب عمل تركيبي للفنان الهندي سوبود غوبتا في مشيرب قلب الدوحة، ويتكوّن من ملعقتين بطول مترين ونصف المتر تعلو الواحدة الأخرى بشكل يراه المرء عفوياً في صينية أدوات المائدة، ومنحوتة "المدينة الفيروزية" للفنان الأميركي مارك هاندفورث، وهي عبارة عن عدة أنابيب ضخمة فيروزية اللون، مقطعة وموصولة بشكل غير منتظم، مشكلة ما يُشبه الدوامة. وتظهر المنحوتة كأنها تجمّع شبه عضوي للمواد الحضرية والصناعية.