"متحف": ضوء على تاريخ السلطان الهندي تيبو

حكم السلطان تيبو (1751 – 1799) مملكة ميسور، جنوب الهند، في فترة شهدت فيها البلاد صراعات داخلية عديدة، بالإضافة إلى توسّع "شركة الهند الشرقية"، الذراع الاستعمارية لبريطانيا، التي واجهها بشراسة وعناد أكسب شخصيته بعداً أسطورياً حيث لم يُهزم أمامها إلا بعد أربعة حروب.

يُحسب للسلطان دعمه للعديد من الصناعات العسكرية والابتكارات في مجالات متعدّدة في مملكته بعد توليه الحكم خلفاً لوالده حيدر علي، كما طوّر أنظمة الضرائب وأقام علاقات دبلوماسية جيدة مع ممالك في أفغانستان وإيران والصين، مقابل من يصفه بالقسوة والتشدّد في حكمه.

"مكان واحد.. نمرٌ ما أو سواهْ"، عنوان معرض الفنان السنغافوري ھو تزو نين (1967)، الذي افتتح في منتصف الشهر الماضي في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة ويتواصل حتى الحادي والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل.

يشير عنوان المعرض إلى لقب تيبو وهو "نمر ميسور"، ويمثل محاولة لقراءة التاريخ باعتباره نتاجاً للحقيقة والخيال على حدٍ سواء، من خلال الرسوم المتحركة بتقنية السي غي، والمصنوعات اليدوية المتعلقة بأسطورة تيبو.

ويقام المعرض ضمن احتفالية العام الثقافي "قطر - الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022"، بإشراف القيمين توم إكليز ومارك رابولت، حيث "يستكشف الإمكانات الإبداعية للفن والإعلام كوسيلة لرواية القصص وتشكيل وإعادة تشكيل الهوية، كما أنه يشكك في الحدود بين الحقيقة والخيال وبين المستعمَر والمستعمِر"، بحسب بيان المنظّمين.

تُعرض التُحف والقطع الأثرية إلى جوار الأعمال الفنية المعاصرة من أجل توضيح الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها سرد وإعادة سرد القصة نفسها، وبذلك فهو يتحدى فكرة أن للتاريخ والفن آفاقاً ثابتة ومستقرة، كما في المفاهيم التقليدية لمراكز وأطراف السلطة.

ويشير البيان إلى أن لحظة قتل تيبو على يد البريطانيين في عاصمته سيرينغاباتام عام 1799، احتفل بها البعض وكانت مأساة بالنسبة للآخرين، فهي مأساة يجب الحداد عليها، وتبرز الآراء المتناقضة حول ممتلكاته التي يحتوي المعرض قسماً منها، وأرشيف الطوابع البريدية والقصص المصورة عن السلطان تيبو على أنه بطل ساهم في استقلال الهند، بالإضافة لبطاقات علب السجائر البريطانية التي تحيي ذكراه بعد قرن على رحيله مقابل المحاولات لطمسها.

من بين القطع الأثرية المعروضة  نموذج ورقي تذكاري لآلة "نمر تيبو" التي تعود للسلطان، وهي موجودة في "متحف فيكتوريا وألبرت" بلندن، وخنجر من الفولاذ بشفرة فولانية ومقبض مصنوع من العقيق المرصع بالأحجار الكريمة وهو من مجموعة "متحف الفن الإسلامي" بالدوحة.

آداب وفنون

التحديثات الحية

"مجاز": خريطة للفن المعاصر في قطر