يطلق "غاليري سفر خان" في القاهرة، عند الواحدة والنصف من بعد ظهر الثلاثاء المقبل، الخامس والعشرين من الشهر الجاري، المعرض الصيفي الذي يتواصل الجزء الأول منه حتى السادس من تموز/ يوليو المقبل، ليفتتح الجزء الثاني في الثالث عشر من الشهر نفسه ويستمر حتى العاشر من أيلول/ سبتمبر المقبل.
يستعيد المعرض فنانين من جيل الأربعينيات وصولاً إلى السبعينيات، مثل يوسف سيدة (1932 – 1994)، الذي يعتبر من أبرز المشتغلين على الحرف العربي ضمن رؤية بصرية معاصرة تتعامل معه بوصفه عنصراً من عناصر العمل الفني، كما شكّلت الموتيفات الشعبية لديه موضوعاً للرسم والبحث أيضاً بعد حصوله على درجة الدكتوراه في فلسفة الفن، مبرزاً الزخارف والنقوش في رسوماته التي صوّرت الريف المصري.
كما تُعرض أعمال الفنان كمال خليفة (1926 – 1968)، الذي تعبّر منحوتاته عن تحرّره من القواعد الأكاديمية في فترة مبكرة من تاريخ الفن المصري ضمن أسلوب تعبيري حاول من خلاله إظهار المخاوف التي يتعرّض لها الإنسان، كما ظهرت الأسماك والطيور، كالحمامة والديك وغيرهما من الحيوانات، في توظيف لإحالتها الرمزية في الميثولوجيا المصرية القديمة.
أما الفنان محمد إسماعيل (1936)، فاستحوذت التكعيبية على أعماله في الستينيات، وعكست تأثره بـ"ديكو آرت"، أو الفن الزخرفي الشعبي، حيث التقط منها تلك الطرز البدائية، كالخطوط الأفريقية، والفرعونية، والأزتكية التي سيوظفّها في كتابة النص الهيروغليفي على "مسلة رمسيس الثاني"، التي نُصبت في مطار القاهرة، كما قدّم لوحات تنزع نحو التجريد ضمن استثمار حروف ورموز مصرية قديمة يهيمن عليها الأبيض والأسود، والتي طورّها لاحقاً عبر الاهتمام بتفاصيل كأنها قطع فسيفساء متراصّة لتشكّل بانوراما مشهدية فرعونية متكاملة.
وتُعرض أيضاً أعمال الفنان محمود عفيفي (1920 – 1984)، الذي سعى إلى المزج بين الطبيعة والعناصر البشرية متاثراً بالأسلوب الفرعوني والهندي في الرسم، خاصة في استعارة البعد الأيقوني في تصوير الشخوص والحيوانات، في أسلوب هيمن على معظم رسوماته التي تناولت مواضيع الأسرة والطبيعة والحياة اليومية.
إلى جانب أعمال رمزي مصطفى (1926 – 2015)، الذي جمع بين الرسم والخزف والتركيب، كما صمّم ديكور وأزياء العديد من المسرحيات، كما يعتبر من روّاد "البوب آرت" في مصر التي حاكى من خلالها الفرجة الشعبية القديمة على صندوق العجائب والحكواتي.
ويضمّ المعرض لوحات لكلّ من الفنانيْن فؤاد كامل (1919 – 1973)، الذي كان من رموز السريالية في مصر خلال الأربعينيات، وساهم في تأسيس جماعة الفن والحرية التي كان لها دور كبير في تكريس الحداثة الفنية المصرية، وحامد سعيد (1908 – 2006)، الذي زاوج بين الفن والنقد وترك العديد من الدراسات، مثل "الفن وإعادة بناء الشخصية المصرية"، و"الفن عبر العصور"، و"الفكرة المصرية في الفن"، و"وظيفة الفن".
كما تُعرض أعمال معاصرة للفنانين محمد عبلة وأحمد فريد وإبراهيم خطاب وأشرف رمزي وكريم عبد الملاك وأحمد جعفري وأحمد صابر وسركيس توسنيان وألفونس لويس وكندة عداي وياسمين رضا ورنا شلبي ورشا أمين ومحمد ربيع.