"محاولة عن ستندال" لبول فاليري: شاعر يقرأ روائياً

06 مايو 2022
بول فاليري في محاضرة، عام 1935 (Getty)
+ الخط -

إذا كانت رواية الكاتب الفرنسي ستندال، "لوسيان لوفين" (كُتبت عام 1834 ولم تُنشَر إلّا عام 1894) شبه مجهولةٍ لدى عموم القرّاء، رغم شهرة مؤلّفها في بلاده وخارجها، فإنّ المقدّمة التي كتبها لها مواطنُه، الشاعر بول فاليري، تحظى بصيتٍ أقلّ منها، رغم تحوّلها، منذ نشرها عام 1927، إلى إحدى أبرز هذه القراءات حول رواية ستندال وحول تجربته الكتابية بشكل عام.

في مسعى إلى إعادة نصّ فاليري إلى الأضواء، ومن ورائه رواية ستندال، قامت منشورات "فاريو" في باريس بإعادة إصدار مقدّمة الشاعر الفرنسي، التي تحمل عنوان "محاولة عن ستندال"، بعد أن كانت نافذة من المكتبات منذ عقود.

غلاف

تحكي الرواية قصّة شاب من عائلة غنية، تفصله عن والده وعن أجواء طبقته الاجتماعية مبادئ وآراء سياسية تقوده تارة إلى العزلة، وأُخرى إلى مواجهة النظرة الأرستقراطية ـ المحافظة، وتارات إلى القبول المتردّد بمحاولات أبيه لتأمين "حياة ناجحة" له في السلك السياسي والعسكري.

وكعادته في محاولاته ومقالاته، يأخذ بول فاليري رواية ستندال إلى أماكن خاصّة به، حيث يحوّل حكايتها إلى مادّة يطرح انطلاقاً منها أسئلةً فلسفية ووجودية حول الإرادة، وما نختاره من مستقبل لأنفسنا، وحول صدق الإنسان مع نفسه أو اضطراره إلى لعب أدوار اجتماعية مُنتظَرة منه.

وكما يشير الناشر في تقديمه للكتاب، فإنّ فاليري (1871 - 1945) يجعل من حال بطل الرواية الشاب، لوسيان لوفين، مرآةً يرى فيها نفسه، حيث يطرح من خلاله أسئلةٍ عن حاله وعن علاقة الكتابة بالصورة التي نبنيها لأنفسنا بين الناس، وكذلك عن طموحات المثقّف الاجتماعية والسياسية وما تتطلّبه، أحياناً، من مهادنة ومن إعادة صياغة للمبادئ التي يؤمن بها.

المساهمون