خلال العقد الأخير، شهد عددٌ من البلدان العربية مبادرات للتشجيع على المطالعة عبر عقد لقاءات عامّة منتظمة، وشكّل الطلّاب والناشطون الشباب المحرّك الأساسي لها، بهدف خلق علاقة دائمة مع الكتاب وتأسيس نقاش مفتوح حول ما يقرأونه.
تبّنت تونس العديد من نوادي الكتاب التي استفادت من وسائط التواصل الاجتماعي بوصفها منصّات للتفاعل بين المشاركين فيها ومكاناً افتراضياً لاستقطاب قرّاء جدد، لكن لم يكتب لمعظمها الاستمرار، كما أثّرت جائحة كورونا بشكل سلبي على معظم هذه المشاريع.
بموازاة ذلك، انتظمت التظاهرة الرسمية التي جرى إنشاؤها في التسعينيات تحت عنوان "المهرجان الوطني لمصيف الكتاب"، عبر محاولات عديدة لتجديد رؤيته وطبيعة أنشطته التي تتوزّع على مختلف المدن الرئيسية والطرفية في البلاد.
تنطلق عند الخامسة من مساء غدٍ الجمعة الدورة التاسعة والعشرون من المهرجان من خلال شبكة المكتبات العمومية، وتتواصل حتى العشرين من الشهر المقبل، وتشتمل برمجتها على أمسيات شعرية وعروض مسرحية وحكواتية وأفلام سينمائية.
وتنتظم الفعاليات "خارج جدران المكتبات العمومية لتكون في الفضاءات العامة المفتوحة على غرار الشواطئ والساحات العامة والحدائق العمومية، وكذلك ببعض المؤسسات العمومية كالمستشفيات والسجون من أجل الاحتفاء بالكتاب وتعميق التواصل بينه وبين القراء"، بحسب بيان المنظّمين.
ويشير البيان إلى أن المهرجان يمثّل "فرصة للتأكيد على انفتاح المكتبة العمومية على محيطها الخارجي، وتقريب خدماتها من المواطن، وذلك من خلال تغطية مختلف التجمعات السكانية داخل مناطق العمران وخارجها بالاعتماد على شبكة المكتبات العمومية القارّة منها والمتنقّلة".
وأعلنت كلّ مكتبة برنامجها بشكل مستقل على منصّاتها الإلكترونية تحت شعار "نسائم القراءة"، وتحتشد معظمها بورشات القراءة وترغيب المطالعة التي تتوّجه إلى الصغار واليافعين عادةً ويؤطّرها أمناء المكتبات، لكنّ الملاحظة الأساسية تتمثّل بوجود ورشات وقراءات يقدّمها الأطفال أنفسهم، وهي نتاج تعاون بين المدارس والمراكز الثقافية الرسمية على مدار العام.
وتنتشر الفعاليات على خريطة تشمل مدناً وبلدات مثل منوبة وأكودة وبنزرت وجندوبة وبن عروس وتطاوين وسيدي بوزيد والقيروان وبرج السندرية وسوسة والمهدية وصفاقس وتمغزة وغيرها.