في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلن وزير الثقافة المغربي، المهدي بنسعيد، عن نقل "المعرض الدولي للنشر والكتاب"، مِن الدار البيضاء إلى العاصمة، وهي خطوةٌ برّرها بتحويل الفضاء الذي دأب على احتضان التظاهُرة منذ انطلاق دورتها الأُولى عام 1994 إلى مستشفى ميداني للمصابين بفيروس كورونا، وبإدراج المعرض ضمن فعاليات تظاهُرتَي "عاصمة الثقافة الأفريقية" و"عاصمة الثقافة الإسلامية" اللتين تحتضنهما الرباط خلال العام الجاري.
ورغم تأكيد الوزارة أنّ المعرَض سيعود إلى موطنه الأُم ابتداءً من 2023، أثار القرارُ استياءً في الدار البيضاء؛ إذْ عبّر كثيرون عن رفض تبريرات نقله، والتي وصفوها بغير المنطقية وغير المُقنعة، داعين الوزير إلى العدول عن قراره، وهو ما ردّت عليه الوزارة بعدم إمكانية الإبقاء على المعرض في الدار البيضاء، بسبب بدء التحضيرات لتنظيمه في الرباط.
لكنْ وإنْ حُسم أمرُ مكان المعرض، فقد ظلّ تاريخ تنظيمه مجهولاً. في البداية، كان مقرّراً أن تُقام فعاليات دورته السابعة والعشرين بين 6 و16 شباط/ فبراير الجاري، غير أنَّ دخول البلاد في موجة جديدة من الوباء حال دون ذلك، من دون أن تُعلن الوزارةُ عن تأجيله.
يوم أمس، أعلن المهدي بنسعيد أنّ الدورة المقبلة ستُقام في الخامس من حزيران/ يونيو المقبل، مُشيراً، في ندوة صحافية عقدها بالعاصمة المغربية، إلى أنَّ التظاهُرة ستُنظَّم في الفضاء الذي كان يحتضن "مهرجان موازين" سابقاً.
خلال الندوة الصحافية، تطرّق الوزير المغربي إلى ردود الفعل التي أثارها قرار النقل؛ معتبراً "ألّا فرق بين الرباط والدار البيضاء اللتين تفصل بينهما مسافةٌ تُقطع خلال خمس وأربعين دقيقةً"، مضيفاً أنّ المعرض، الذي غاب العام الماضي بسبب تداعيات الوباء، سيعود إلى مكانه الأصلي ابتداءً من العام المقبل "في حال جرت إزالةُ المستشفى الميداني".