تحت عنوان "الأثر الإيجابيّ للتعلّم عن بعد على المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة"، نظّمت مجلة "منهجيّات" ندوتها الشّهريّة أول أمس الأربعاء، بالشراكة مع "جامعة العلوم والآداب" اللّبنانيّة، وشاركَ في النّدوةِ كلّ من: فاطمة سكيكي، ودينا حسنين، وندى قاقيش، فيما أدارت النّدوة سكينة النابلسيّ.
في كلمتها الافتتاحية أشارت النابلسيّ إلى الترابط بي عدد مجلّة "منهجيّات" السّادس، الذي خُصّص لموضوع تأثير التعلّم عن بُعد على ذوي الاحتياجات الخاصّة، وموضوع الندوة، وأشارت إلى أهمّية التركيز على الأثر الإيجابيّ للتعلّم عن بُعد.
مما جاء في الندوة تأكيد ندى قاقيش على تقليل مدّة الحصّة عن بُعد، وتبسيط الأهداف، لئلّا يُثقل الطلبة والأهل ضمن الظرف الاستثنائيّ بمهام كثيرة. وأشارت إلى أنّ تجهيز منصّات تتناسب وقدرات الطلبة وتسمح للتفاعل بين المعلّم والطالب قد ساهم بتحقيق أهداف عديدة، منها مراعاة الفروق الفرديّة ومتابعة الطلبة. كما أشارت قاشيش في جزء آخر من مداخلتها إلى أنّ المرض بحدّ ذاته كان تحدّيًا كبيرًا، الأمر الذي يحتاج دعمًا وتفهّمًا وتثقيفًا للأهل والطلبة.
وفي مداخلتها، أكّدت دينا حسنين على أن وجود نظام إلكترونيّ في المؤسسة التي تنتمي لها "الأكاديميّة العربيّة الدوليّة" في قطر، ساهم بخلق حلّ سريع وعمليّ ضمن خطط أسبوعيّة ومُشاركة مصادر مع الطلبة والأهل. وكذلك، شكّل تسجيل الحصص بالإضافة إلى حصص مُباشرة مع الطلبة آليّات ناجعة للتّواصل مع الطلبة وعدم الانقطاع عنهم. كما أكّدت حسنين على أهمية تهيئة الطلبة نفسيًّا بتحويل البيوت لبيئة تعليميّة تدعم الحصص وتوضّح المفاهيم.
وتحدّثت فاطمة سكيكي عن تجربة لبنان بالإشارة إلى التنوّع بآليّات العمل بين القطاعين العام والخاصّ، خصوصًا في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة التي يمرّ بها البلد. وبما يخصّ التعليم عن بُعد، أشارت سكيكي إلى البحث عن دراسات سابقة تناولت التعليم عن بُعد، لتصبح ركيزةً لطريقة المدرسة، وللاعتماد على أسس منهجيّة في هذه المرحلة المُفاجئة. وتمثّلت الآليّة بأربع نقاط أساسيّة، في ظلّ عدم توفّر منصّات سابقة، هي: تحديد الأهداف الرئيسيّة لكلّ مادّة، وتحديد المنصّة التعليميّة المُناسبة للاستخدام، والتواصل مع الأهل وتثقيفهم إلكترونيًّا، وتحديد برنامج يوميّ لشرح مفاهيم وتطبيق عمليّ للمفاهيم النظريّة.
استضافت النّدوة، كذلك، أهالي طلبة من ذوي صعوبات التعلّم، لمُشاركة تجاربهم مع أطفالهم، وملاحظة التحدّيات والصعوبات والإيجابيّات التي مرّوا بها. وقد جرت الإشارة إلى أهمّيّة دور الأهل، خصوصًا أهل الطلبة من ذوي الصعوبات التعلّميّة، وسماع هذا الدور من قِبل المدرسة، ذلك للتأمّل والمراجعة، وذهابًا لابتكار استراتيجيّات وتقنيّات خاصّة تدعمهم، وتدعم عمليّة تعلّمهم.
في هذا الإطار، وبعد الاستماع إلى شهادات الأولياء، تحدّثت سكيكي عن دور الأهل المُلهم في ابتكار أدوات تعليميّة ساهمت بتوصيل مفاهيم مُعيّنة لأطفالهم، مثل تخصيص زوايا في البيت لمواضيع مُعيّنة. ووضّحت قاقيش أنّ نجاح الكثير من استراتيجيّات التعليم يعود لكونها قد تبعتها عمليّة تأمّل، ومراجعة مع الأهل. فيما اعتبرت حسنين أنّ المعلّم والأهل قد تعلّموا من الأطفال المرونة والتكيّف والتقبّل، حيث قام الأطفال بخطوات سابقة ومفاجئة وتكيّيف خلّاق مع المنصّات الإلكترونيّة، مضيفة أن التكنولوجيا كانت مهمّة وسهّلت أُفق المعلّم أو المختصّ.