بعد تنظيمه دورتَيه الأُولى والثانية (2009 و2010) في "المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي" بالجزائر العاصمة، انتقل "المهرجان الدولي للمسرح المحترف" إلى "المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح" بمدينة بجاية، شرق البلاد، ابتداءً من دورته الثالثة عام 2011. كانَ السببُ هو تزامُن الدورة مع أشغال ترميم مبنى "المسرح الوطني"، لكنَّ القائمين على الشأن الثقافي قرّروا تركه في بجاية، من باب اللامركزية الثقافية.
هذا العام، وبعد تأجيله لثلاث سنوات متتالية بسبب انتشار جائحة كورونا، يعود المهرجانُ في دورته الحادية عشرة في تاريخ ومكان مختلفَين. أمّا التاريخ، فهو كانون الثاني/ يناير الجاري، وقد دُرج على إقامته في تشرين الأوّل/ أكتوبر من كلّ عام، وأمّا المكان، فهو "قاعة أطلانتس" بمدينة أقبو في ولاية بجاية. والسببُ، بحسب المنظّمين، هو استحالة تقديم العروض في مبنى "المسرح الجهوي" الذي جرى إغلاقه بعد تعرُّضه لتصدُّعات بالغة خلال زلزال ضرب المدينة في آذار/ مارس من العام الماضي.
وفي ندوة صحافية عقدها بالجزائر العاصمة السبت الماضي، أشار مدير المهرجان، سليمان بن عيسى، إلى إدخال تعديلات على مستوى الصوت والإضاءة في "قاعة أطلانتس" التي تتّسع لقرابة 1200 متفرّج، لتكون مناسبةً لاحتضان العروض المسرحية، مضيفاً أنّ تقليص الموازنة أثّر سلباً على المهرجان.
تنطلق فعاليات الدورة، التي تُقام تحت شعار "المسرح في كلّ حالاته"، مساء غدٍ الأربعاء وتستمرّ حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، بمشاركة ثمانية عروض من سبعة بلدان؛ وهي: "إيثران نتقربوست" و"سي امحند وامحند" من الجزائر، و"آخر مرّة" من تونس، و"ديجا فو" من مصر، و"باتّجاه الأمل" من السنغال، و"قبلة الوداع" من بوركينافاسو، و"طلب زواج" من روسيا، و"مساء أمل.. أحمر" من إيطاليا.
وإلى جانب العروض، تُكرّم الدورة كلّاً من الممثّلة المسرحية دليلة حليلو، والممثّل المسرحي الراحل أحسن مقراني، كما تُقام جولاتٌ حكواتية بالعربية والأمازيغية والفرنسية في عددٍ من مدارس المدينة؛ يُقدّمها كلٌّ من الحكواتيّين صديق ماحي، والطيب بونوار، ومونيا آيت مدور، وعبد الكريم طرايدية، إضافة إلى ورشات في مجالات النصوص المسرحية، والتعبير الجسدي، والإخراج المسرحي، وفنّ التمثيل والأداء.