وُلدت فكرة "مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي" من ورشة في التمثيل نُظّمت عام 2008 في "مكتبة الإسكندرية"، حيث استطاع نحو مئة وعشرين شاباً مشاركاً تقديم سبعة عروض ضمن ميزانيات محدودة جداً، ما قاد المنظّمين إلى مأسسة الفكرة لاحقاً.
انطلقت مساء أمس الأحد فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان في "قصر ثقافة الأنفوشي" بمدينة الإسكندرية، التي تتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة إحدى عشرة مسرحية من الأردن وفلسطين والسعودية وليبيا وسورية وعُمان وإسبانيا، بالإضافة إلى مصر.
تتوزّع العروض على مسارح "مكتبة الإسكندرية" و"مركز ليسيه الحرية" و"الأنفوشي"، وتُقام ثلاث محاضرات، تعقد أولاها اليوم، حيث يتحدّث المخرج خالد جلال حول تجربة "مركز الإبداع" والمسرح المصرية، وتنظّم الثانية غداً، ويحاضر فيها الفنان أحمد تمام حول طريق الممثل إلى الكاميرا، بينما يتناول الباحث والأكاديمي أبو الحسن سلام علاقة الأكاديميات الفنية والأقسام المتخصصة بالمسرح وتاريخها، إلى جانب ورشة في الارتجال يديرها الفنان أمير صلاح الدين.
تقام عدة محاضرات حول علاقة الممثل بالكامبرا وواقع معاهد المسرح في العالم العربي
عُرضت في الافتتاح مسرحية "رقصة الموت" من تأليف ياسر مدخلي وإخراج مالك القلاف، وبطولة كلّ من كميل العلي، وعلي جلواح، ويمزج العمل بين الحوار الذي يدور حول أسئلة تتعلّق بالفناء والوجود وفن البانتومايم، حيث يعتمد الممثلون على إيحاء حركات أجسادهم لإيصال رسائل المسرحية.
وتعرض اليوم الأحد مسرحية "ليلة الأنحوتة" من تأليف وإخراج إياد الريموني، وتركّز أحداثها على موضوعات اجتماعية تتعلق بقضايا المرأة في إسقاطات تتعلق بالراهن الاجتماعي، وكذلك "غربة" من تأليف وإخراج حمزة بن عون، وتتناول قصة زوجين عجوزين بلغا العقد التاسع من العمر يعيشان منعزلين عن الآخرين، ويقرران الخروج للتنزه، حيث يدور بينهما حوار حول خريف العمر.
ويقدّم المخرج إسماعيل إبراهيم، اليوم أيضاً، مسرحيته "المتجوّل" التي يعود فيها إلى سيرة الكاتب المسرحي الفرنسي موليير الذي عاش صراعات عديدة في حياته، كان لها أثرها البالغ في مضامين أعماله ورؤيته تجاه المسرح، وتجاه العالم أيضاً، وفي مقدّمتها علاقته المضطربة بوالده، وخيانة زوجته له، حيث قادت هذه المآسي إلى ابتعاده عن التراجيديا وتقديم اعمال كوميدية لاقت انتشاراً واسعاً.
تشارك في المهرجان عدّة عروض، منها "المهرجون" لتوني كاسلا من إسبانيا، و"عجاف + 200" لوسيم بورويص من ليبيا، و"ملكة" لزينة ظروف من سورية، و"شرشوح" لإيهاب زاهدة من فلسطين، و"مدق الحناء" ليوسف البلوشي من عُمان، و"الشاهد" لإيهاب جابر و"الوردة والتاج" لإبراهيم أشرف من مصر.