على مدار أكثر من ثلاثة عقود، انتشرت في معظم المدن التونسية مهرجان مخصّص لمسرح الهواة في مراكز الثقافة والشباب، في محاولة لتطوير الفعل المسرحي تأليفاً وإخراجاً وأداءً، من خلال توفير أجواء التنافس والنقاش وفسح المجال للناشئة والشباب من أجل التعبير عن إبداعاتهم.
كذلك سعت لترسيخ تقاليد الفرجة المسرحية عبر تخصيص موسم يستقطب العروض من البلدات والقرى المحيطة بكلّ مدينة، إلا أن أسئلة عديدة تُطرح عن تحقيق هذه التظاهرات لأهدافها عبر استدامة المسرح في تلك الأطراف، وتأهيل فنانين قادرين على العمل الاحترافي.
بعد عامين من التوقّف بسبب الإجراءات المشدّدة التي فرضتها جائحة كورونا، يعود "المهرجان الجهوي لنوادي المسرح بدور الثقافة ودور الشباب" في مدينة المنستير (130 كلم جنوب شرقيّ تونس العاصمة) الذي تنطلق فعالياته عند التاسعة والنصف من صباح الأربعاء المقبل، وتتواصل لثلاثة أيام.
المهرجان الذي يقام في المركب الثقافي بالمدينة، يشارك فيه تسعة عشر عرضاً تقدّمها سبع دور ثقافة وداران للشباب في مراكز عدّة بولاية المنستير ضمن أربع مسابقات، هي: الأعمال الجماعية للأطفال، والمونودراما، والأعمال الجماعية للشباب والكبار، ومسرح الشارع.
يُفتتح المهرجان بمسرحية "البنات" عن نص وإخراج الناصر طنبورة، وتليها "الصرصور والنملة والنحلة" عن نص للشاعر المنصف المزغني وإخراج محمّد المرابط، ثم "صانعة السعادة" من إخراج بدر الدّين السالمي، وفي المساء تتواصل العروض بمسرحيات تنتمي إلى المونودراما، وهي: "طرقات" من أداء الهادي الهلالي و"سراب" من أداء نزهة البري، و"ما يبقي من روحي" من أداء ريحان غرس الله، و"نحن اللاحقون" من أداء أشواق الخشين، و"التربيع والتدوير" من أداء سالم الشاوش، و"كانت... حنين" من أداء إسراء حليلة.
لم يبرمج ضمن الفعاليات ورشات متخصصة في التدريب بمجالات التمثيل والإخراج وفنون المسرح، ما يبدو مناقضاً لأهداف التظاهرة التي تقوم على تأهيل المبتدئين، حيث تُعرض في اليوم التالي مسرحيات "المغضوب عليهم" من إخراج أميمية لحيّو، و"وكأسك يا جوكاستا" من إخراج بدر الدين السالمي، و"هم ونحن" من إخراج أنيس شويخ، و"ناقوس" من إخراج الناصر طنبورة، و"أمي" من إخراج محمّد الدرويش، و"تشظي" من إخراج زياد المسعودي.
تُختتم العروض يوم الجمعة بعروض مسرح الشارع، وهي "رحالة" من إخراج الناصر طنبورة، و"دراويش" من إخراج بدر الدّين السالمي، وتعرض بعدها أعمال العرائس "سيدي علي الريح" من إخراج أميمة لحيّو، و"المهرج الحزين" من إخراج علاء الدّين ساسي. ويختتم المهرجان بعرض مسرحية "في مديح الموت" من إخراج علي اليحياوي، ثم تُعلن نتائج المسابقات.