قد يكون مولود معمري (1917 - 1989) الكاتبَ والباحث الأكثر استعادةً في الثقافة الأمازيغية؛ وهي استعادةٌ تكثّفت في الفترة الأخيرة بالتزامُن مع مئوية ميلاده. لذلك ما يُفسّره؛ إذ كان للكاتب والباحث الجزائري اشتغالٌ فارق في مجال الثقافة واللغة الأمازيغيّتَين. وإضافةً إلى ذلك، يحمل اسمه بُعداً رمزياً؛ إذ ارتبط هذا الاسم بـ "الربيع الأمازيغي" الذي انطلقت شراراته بعد منع السُّلطات الجزائرية، في آذار/ مارس 1980، محاضرةً له عن الشعر الأمازيغي القديم، كان سيُلقيها في جامعة تيزي وزّو التي باتت اليوم تحمل اسمه.
إحدى هذه الاستعادات هي "معرض الكتاب مولود معمري" الذي أُقيمت دورتُه الأولى في نيسان/ أبريل من العام الماضي، وافتُتحت دورته الثانية أمس الثلاثاء في "دار الثقافة علي قدّاش" بمسقط رأسه؛ قريةِ آث ينّي، جنوبَ تيزي وزّو، ويُنتظَر أن تستمرّ حتى السبت المقبِل، بمشاركة قرابة ثلاثين دار نشر ومكتبة، إضافةً إلى قرابة مئة كاتب وباحث.
يتضمّن البرنامج الثقافي للمعرض، الذي تُنظّمه "جمعية ترفيه الشباب" الثقافية المحلّية، مجموعةً من الندوات والمحاضرات والورشات وجلسات توقيع الكتب. وكان اليومُ الأوّل شهد إقامة جلستين؛ الأُولى حول الكتابة النسوية، وتحدّثت فيها كلٌّ من شابحة بن غانة ورشيدة سيدهم، وتناولت الثانيةُ "الإنتاج الأدبي الأمازيغي"، وتحدّث فيها كلٌّ من محند أكلي صالحي وتكفاريناس نايت شعبان.
ومن فعاليات اليوم الثاني جلسةٌ حول الشاعر والمسرحي الأمازيغي عبد الله محند أويحيى (1950 - 2004) المعروف باسم موحيا، بعنوان "ميراث موحيا"، يُقدّمها كلّ من سعيد وشماخ وعمّار العوفي، وأُخرى حول "التراث الأمازيغي" يتحدّث فيها كلّ من جمال لاصب وحميد بيلك، بينما تتحدّث، غداً الخميس، كلٌّ من مريم وعبادي وسعدية قاسم، في جلسةٍ بعنوان "مكان جديد لتفكير المرأة وكتابتها"، عن تجربة إطلاقهما مؤخّراً مجلّةً ثقافية نسوية.