استمع إلى الملخص
- قصيدة تستكشف مفاهيم الزمن والوجود من خلال رحلة قطار تحمل الفراغ والأسرار، وتطرح تساؤلات حول اللغة والتواصل في ظل الحياة والموت.
- تأملات شخصية حول الطفولة، الحرب، والهوية من خلال صور الجندي الفلسطيني والطائرة الورقية، معبرة عن الفقد والذكريات والأمل في العودة إلى الجذور.
ما هذا الأنين المضاعَف
يحمل الرجُل مظلّةً وكتابًا صغيرًا عن الحكمة والشهوات ويذهب إلى نقطةٍ نائية. تعبر غيمةٌ مع الطيور. لكن أين هنا وما هذا الأنينُ المضاعَف في المساء وما هذه الرائحة التي تصل بك إلى قلعة الحشّاشين.
ثم نهض رجلٌ وامرأةٌ ورقصا معًا وهناك طفلٌ ركض نحوي وقال أنت معجزةٌ. أنت نجمةٌ على جبيني.
■ ■ ■
من أَرسل الساعة إلى الأرض
اجتاز القطارُ المدينة المهمومة؛ القطار الذي يحمل الفراغ والقلوب والقطن ويحمل الساعة وأسرارها.
يقول الطفل من أرسل الساعة الى الأرض. هل هي المدار أم الموج.
لا نعرف حقًّا بأيّة لغةٍ سنتحدّث وبأية لغة سنكتب رسائلَ إلى جبهات القتال أو إلى الجنّة والجحيم أو قصّةً عن النار والماء.
تظهر من نافذة القطار الشجرةُ البعيدة. يظهر الجبلُ وتظهر أغنيةٌ جميلةٌ عن الغيم.
■ ■ ■
أردتُ أن أحدّثك
أردتُ أن أحدّثك عمّا حدث في الطفولة؛ عن صورة جنديٍّ فلسطينيٍّ مقنَّعٍ بالكوفية وبيده بندقيةٌ؛ يحمي الطفولة والشجرة والسماء.
أردتُ أن أحدّثك عن منزلٍ ضاع في الأيام؛ وعن تلك الصورة لذلك الجنديّ المجهول الذي كان يحرص أن تضيع الروحُ في المتاهات.
■ ■ ■
يطارد الطائرة الورقية
يطرق الباب طفلٌ بيده غصن زيتونة. يريد أن ألعب معه وقد نسيتُ اللعب.
نسيتُ كيف أكون طفلًا يطارِدُ طائرةً ورقيةً فوق السطوح؛ ذلك الذي طارد مرّةً طائرةً حتى خرج من المدينة.
ولا يزال يطارد الطائرة الورقية؛ وقرّر ذات مرّة أن يعود إلى منزل على جداره معلَّقةٌ صورةُ جنديٍّ من فلسطين.
■ ■ ■
وأمامي البحرُ
هل البحرُ أمٌّ أم شجرةٌ ذات فروعٍ من الأزل؛ وكيف ينتقل الموتى من درجاتٍ إلى درجات.
وهناك جنونٌ وأمامي البحرُ لا يريد إلّا العقلَ أزرقَ والمرأةَ زهرةَ المحبّة؛ وأولئك الذين عرفتُهم في الطفولة كانوا أغصانَ شجرةٍ وتباشير.
* شاعر ومترجم من الأهواز