أحمد عبد الكريم.. استعارة معاصرة للرموز الفرعونية

02 يونيو 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحمد عبد الكريم، فنان تشكيلي مصري، يعيد في معرضه "سيميوطيقا الفنون البصرية" استكشاف العمارة والرموز المصرية القديمة، مستخدمًا تقنيات متنوعة تجمع بين الأكريليك والأصماغ على خامات مثل ورق البردي وألياف النخيل.
- يركز عبد الكريم في أعماله على تصوير الطبيعة والنباتات والطيور، خاصة طائر الهدهد الذي يرمز للبصيرة والحكمة في الحضارة المصرية، معززًا لوحاته بنقوش هيروغليفية تحمل دلالات فلسفية.
- من خلال مزج الفن التقليدي بالمعاصر، يسعى عبد الكريم لإعادة تقديم الفنون القديمة برؤية مفاهيمية جديدة، مستفيدًا من خلفيته الأكاديمية في التربية الفنية والزخرفة الإسلامية، مما يجعل تجربته الفنية فريدة ومتميزة.

تحضر مشاهد العمارة المصرية القديمة حاضرة في أعمال الفنان التشكيلي المصري أحمد عبد الكريم (1954) منذ معرضه الأول في يدايات الثمانينيات، وصولاً إلى معرضه "سيميوطيقا الفنون البصرية"، الذي افتتح الخميس الماضي في "غاليري أفق" بالقاهرة، ويتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل.

يستعيد المعرض الجديد تجربة الفنان التي مرّت بالعديد من المراحل، حيث بدأ برسم شوارع القاهرة الفاطمية ومعالمها التاريخية التي تمثّل عناصر مشتركة في تجارب فنانين مصريين في سياق البحث عن هوية تشكيلية خلال أكثر من قرن، لكنها تختلف في أساليبها وتقنياتها.

كما تُعرض لوحات تبرز توظيف عبد الكريم للقصص المستمدّة من التراث، وكذلك الرموز الشعبية المستخدمة في الفنون التقليدية ضمن معالجات حديثة، قبل لجوئه إلى تزاوج نقوش هيروغليفية مع الطبيعة في حقول الأرياف التي تحيط بنهر النيل وكذلك كثبان الرمال في الصحراء.

من المعرض
من المعرض

الفنان الذي حاز دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية من "جامعة حلوان" عن أطروحة بعنوان "تحليل محتوى نظم الزخارف الهندسية الإسلامية" عام 1990، رسم لوحات تصوّر بلدة دهشور التي شُيّدت فيها أهرامات في عهد الأسرة الرابعة، في تركيز على النباتات والأشجار والطيور وغيرها.

يحضر طائر الهدهد في أعمال عبد الكريم بشكل متكرر، والذي يدلّ على نفاذ البصيرة في الحضارة المصرية القديمة، حيث تشير الروايات إلى أنه يأتي بالرسائل من العالم الآخر، وهو في معظم اللوحات يحطّ على قمّة وينظر إلى المستقبل، أو يظهر بلونه الذهبي الذي يشكّل بتدرجاته جميع عناصر اللوحة، مع نصوص مكتوبة أسفله بالهيروغليفية تحيل إلى المعرفة والحكمة.

من المعرض
من المعرض

تتنوّع التقنيات المستخدمة بين الأكريليك والأصماغ التي تثبّت اللون فوق خامات مختلفة من ورق البردي وألياف النخيل وورق الموز العريض التي تضفي بعداً جمالياً يتصل بمناخات قديمة أسطورية، كما يذهب الفنان أحياناً إلى الحفر في أعمال طباعية يستفيد فيها من دراسته للزخرفة والهندسة الإسلامية، وهو جزء من التجريب الذي يميّز تجربته وينزاح بها من الواقعية إلى فضاء حلمي تؤثثه مفردات فانتازية وغرائبية.

ويشكل تمثيل العلامات عنصراً أساسياً في غالبية الأعمال، والتي استمّد المعرض منها عنوانه؛ أي "سيميوطيقا"، والذي سبق أن عنون به عبد الكريم معارض سابقة، وكأنه يراكم على الرؤية ذاتها بتشكيلات متنوعة، بالاعتماد على اللون والخطوط القوية في إعادة إنتاج الفنون القديمة وفق رؤية مفاهيمية معاصرة تحمل دلالات فلسفية.

يُذكر أن أحمد عبد الكريم أصدر مؤلفات عدّة منها: "النظم الإيقاعية في جماليات الفن الإسلامي"، و"نظم تصميم الفنون البصرية"، كما شارك في العديد من المعارض في فرنسا والنمسا وإيطاليا وإسبانيا والسعودية، بالإضافة إلى مصر.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون