أحمد مسعاية: المسرح المغربي في ثلاثة عقود

28 أكتوبر 2021
(أحد عروض الدورة الحالية من "مهرجان المسرح الجامعي" في الدار البيضاء)
+ الخط -

يَنظُر باحثون إلى تأسيس "المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي" في المغرب عام 1985 كمحطّة مفصلية في تاريخ الحركة المسرحية في البلاد؛ فالمؤسَّسةُ، التي تُوفّر تكويناً في مجالاتٍ فنّية مختلفة، بدءاً بالتمثيل والإخراج والسينوغرافيا والمهن المتعلّقة بها، ووصولاً إلى النقد والكتابة للمسرح والسينما والتلفزيون، أسهمت في تخريجٍ أجيال من المسرحيّين الذين كانت لهُم تجارُبهم التي لا تُشبه ما سبقها.

في كتابه الصادر حديثاً عن "منشورات الفاصلة" تحت عنوان "مسرح القطيعة: عن الإبداع المسرحي الشابّ في المغرب"، يُضيء الباحث المسرحيُّ المغربي، أحمد مسعاية، على المسرح المغربي خلال العقود الثلاثة الماضية، متّخذاً من تأسيس "معهد الفنّ المسرحي" خطّ انطلاق؛ باعتبار أنّه يُمثّل، حسب الكاتب، بداية بروز جيلٍ جديد أنتج تجارُب مسرحية مختلفة تقوم على تبنّي الأساليب التعبيرية الحديثة والقطيعة مع التقاليد القديمة.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة محاور؛ يُضيء أوّلُها على إسهامات خرّيجي المعهد في مجال المسرح تنظيراً وممارسةً، ويستعرض الثاني تجارُب مختلفةً لعددٍ من الفرق المسرحية القادمة من المعهد، محلّلاً إنتاجاتها، بينما يقرأ الثالث مجموعةٍ من الأعمال المسرحية التي قُدّمت في السنوات الثلاثين الأخيرة.

كتاب مسرح القطيعة - القسم الثقافي

سبق لمسعاية أن تولّى إدارة "المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي" بين سنتَي 1993 و2004، وهو في كتابه هذا لا يُخفي انحيازه لما يعتبره "جيلاً جديداً رسم مكانةً طليعية للمسرح المغربي"، لكنّه في الوقت نفسه ينتقد ما يُسمّيه غربة المسرح عن محيطه الاجتماعي بسببٍ من عزوف الجمهور عن القاعات، وهو ما يُؤدّي في المحصّلة إلى "استمرار الموقع الهامشي للمسرح في صناعة البيئة الثقافية".

من إصدارات أحمد مسعاية الأُخرى: "رغبة في الثقافة"، و"دليل المسرح المغربي"، و"إنسانية للمشاطرة"، و"السيّدة ذات الجلباب الأحمر".

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون