في موقع يُدعى "مغارة أبلون (أبولو)" جنوب شرق مدينة صيدا اللبنانية، اكتشف الفرنسيون عام 1855 إحدى المقابر الملكية الأخمينية الفارسية، وتتألف من عدد من الغرف الجنائزية الجوفية المقطوعة من الصخر ويمكن الوصول إليها من خلال ممرات عمودية.
كانت تحتوي على توابيت رخامية مستوردة من اليونان، والمدفونون فيها دفنوا على غرار النموذج الفرعوني، مومياء، لكن الوجه معالج على الطراز اليوناني. تم العثور على هذا النوع من القرابين في مقابر معظم المدن الفينيقية على ساحل لبنان، وفي قبرص، وفي المستعمرات الفينيقية في غرب البحر الأبيض المتوسط، ودلت الأعمال على أنها فنانيها من اليونان.
لكن تابوت أشمونازار ووالده تابنيت اكتشفا في السنة نفسها في مقبرة أخرى، وهما يشكلان استثناء، حيث يتم إعادة تدويره من الأعمال المصرية: الحجر يأتي من مصر وأسلوب الوجه والجسم كليهما مصري، وثمة نقش طويل يعرف على أنهما ملكان من ملوك صيدا.
ما زال بإمكان فرنسا الاحتفاظ باللقى إذا قررت أنه من التراث الثقافي الفرنسي
التابوت يُظهر الملك مكفّناً كالمومياء ولكن رأسه تُرك مكشوفًا، يرتدي شعراً مستعاراً، ولحية مستعارة، وياقة مع رأس صقر. يوجد على الكفن نقش طويل مؤلف من 22 سطراً باللغة الفينيقية الأبجدية، وهذه تعد دليلاً حاسماً على تاريخ الفترة الفارسية الأخمينية.
في الأسابيع الماضية كان هناك منافسة بين المتاحف أمام اللجنة الوطنية لمتاحف فرنسا على اقتناء أرشيف التابوت، وقد فاز متحف تابو في لبنان، به كما أعلن مؤخراً، إلى جانب أرشيف النقوش والآثار التي جمعها دوق لوين الفرنسي الذي أهدى التابوت في القرن التاسع عشر إلى متحف اللوفر، وبالتحديد عام 1856.
ويتضمن أرشيف النقوش والآثار التي جمعها دوق لوين عدة توقيعات منه شخصياً وكتابات على بعض الآثار الفينيقية التي تحمل شخصيات هيروغليفية بالإضافة إلى صورة لتمثال برونزي أرسلها من بيروت عام 1854، وغيرها من الكتابات.
يظل التابوت معروضاً في اللوفر أما المحفوظات المتعلقة به هذه، وبلحظة اكتشافه، فصحيح أن نابو حازها الآن، لكن ما يزال بإمكان اللجنة الوطنية لمتاحف فرنسا أن تشتري هذه المحفوظات بسعر الكلفة في حال قررت اللجنة اعتبارها جزءاً من التراث الثقافي الفرنسي.