في عام 1944، كتَب أليخاندرو كاسونا مسرحيته "سيدة الفجر" التي يلعب فيها الموت الشخصية الرئيسية، وتدور أحداثها في قرية صغيرة تقع في إمارة أستورياس الإسبانية، حيث يتجسد في جسد امرأة جميلة غامضة، تدخل حياة إحدى العائلات وتقلبها رأساً على عقب.
ونشَر الشاعر والكاتب المسرحي الإسباني (1903 – 1965) نصّه في أربعة فصول بعد عودته إلى بلاده عقب انتهاء الحرب الأهلية (1936 – 1939)، وقد قُدِّم ضمن رؤى متعدّدة في العديد من مسارح العالم، إلى جانب تحويله للسينما، وهو يناقش فكرة الفناء حين تحاصر الإنسان وتتحكّم بسلوكياته وبعلاقاته مع الآخرين.
على خشبة "مسرح الطليعة" في القاهرة، يُعرض العمل عند السابعة والنصف من مساء كل يوم، عدا الثلاثاء، من إخراج أسامة رؤوف وبطولة كلّ من خالد يوسف، ومصطفى عبد الفتاح، وراندا جمال، ومي رضا، ونشوى إسماعيل، ووفاء عبده، ومجدي شكري، وبدور زاد، وعادل سمير توفيق، وأُسند إلى هاني شنودة التأليف الموسيقى، وعمرو الأشرف تنفيذ الديكور، وشيماء محمود تصميم الأزياء.
يعرض الفصل الأول حياة عائلة فقيرة فقدت ابنتها أنجليكا في ظروف غامضة بعد زواجها بثلاثة أيام بمارتن، ورغم أنه لم يُعثَر على جثتها، إلا أنه أقيمت مراسم دفن، باعتبارها ضمن عداد الموتى، إلى أن تزور العائلة زائرةٌ جميلة تدعى أديل لديها أزمة أساسية تتمثّل بعدم قدرتها على الاقتراب ممن تحبهم، لأنها ما إن تقترب منهم حتى يموتوا.
في الفصل الثاني، يدرك الجد أن ضيفتهم هي الموت نفسه، ويناشدها أن تترك عائلته وشأنها، لأنها عانت بالفعل بسببها بما فيه الكفاية، لكن الزائرة الغريبة تدرك في النهاية أنها لم تجد من أتت لترافقه إلى الضفة الأخرى من الحياة، وتكتشف أنها لم تأتِ إلا لتأخذ ابنتهم التي يعتقد سكّان القرية أنها ماتت منذ سنوات.
تحاول أديل في الفصل الثالث أن تحلّ مكان أنجليكا في العائلة، وترتدي ثيابها وتقلّد عاداتها، حتى يكتشف المشاهد مع مرور الأحداث أن أنجليكا فرّت مع عشيق لها، وتركت زوجها الذي شاهدها بأمّ عينه تهرب، لكنه حفظ سرّها إلى الأبد.
تختتم المسرحية بالفصل الرابع الذي تعود فيه أنجليكا لتقابل أديل في احتفال ديني شعبي، وترجوها عدم تشويه الصورة الجميلة التي شكّلها الأهالي عنها، لكن حواراً بينهما ينشأ حول الحقيقة والوهم ينتهي بأن تأخذ أنجليكا قرارها وتلقي نفسها في النهر، وحين يجد الأهالي جثّتها يعتقدون أنها قديسة، لأن جسدها عاد في هذ اليوم المقدس بعد سنوات وكأنها ماتت منذ لحظات.