في ربيع هذا العام، صدر عن "المركز الوطني الفرنسي للبحوث العِلميّة"، في باريس، كتابٌ بارز في مجاله، لكنّه مرّ دون ما يكفيه من الالتفات إلى محتواه. الحديث هنا عن "أطلس العوالم المُسلمة الوسيطة"، الذي حرّرته سيلفي دُنوا وإيلين رُنيل.
بدءاً من الرابعة من بعد ظهر غد الأربعاء بتوقيت فرنسا، ينظّم "معهد الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي"، في إكس أون بروفونس جنوب فرنسا، جلسةً لتقديم الكتاب تشارك فيها مُحرّرتاه، وهما باحثتان في فريق مختبر "الشرق والمتوسّط" في "المركز الوطني".
يقوم الكتاب على بُعدٍ شبه موسوعيّ: حيث يقدّم، بالصور والخرائط، ومعها النصوص (المطوّلة)، والشروحات، صورةً موسّعة لعدّة قرون من التاريخ الإسلامي. ورغم تسميته التي قد تحيل إلى الجغرافيا، إلّا أن الكتاب يتجاوز هذا الحقل نحو التاريخ، والتحليل الفلسفي، والاقتصادي، إضافة إلى نصوص في الهندسة الحضرية، والعِبادة، والفقه، والجغرافيا السياسية، والتجارة، والصناعة، وغيرها.
يتوزّع الكتاب (384 صفحة من القطع الكبير) على سبعة فصول عامّة، تبتدئ بـ"تمثُّلات الذات والآخر" وتنتهي بـ"الرهانات الجيو ـ سياسية، داخلياً وخارجياً". وبين هذين الفصلين، يشارك العديد من الباحثين المختصّين بتاريخ الإسلام في إيضاح مسائل مثل "الإسلام في نظر الآخرين"، أو "السلطنة المملوكية وبلاد الشام"، أو حتى "الدفاع عن الأماكن الحدودية".
وتُشير المحرّرتان، في مقدّمة الكتاب، إلى أن اختيار "عوالم مسلمة"، بالجمع، بدلاً من "الإسلام" أو "العالَم الإسلامي"، جاء كرغبة في الابتعاد عن قراءة جوهرانية للإسلام والمسلمين، ترى فيهم واحداً ثقافياً لا اختلاف ولا تنوّع فيه، وهو ما يفنّده تاريخ الإسلام الذي كان يأخذ أشكالاً وتمظهرات حضارية وثقافية تختلف من مكان إلى آخر.