ألفارو بارينغتون.. تاريخ الفن في الكاريبي

04 سبتمبر 2023
من المعرض
+ الخط -

بين الأميركيّتين، تنقّل ألفارو بارينغتون حيث وُلد في العاصمة الفنزويلية، كاراكاس، قبل أن يغادرها طفلاً مع عائلته إلى غرينادا في أميركا الوسطى؛ موطن والدته، بينما تعود أصول والده إلى هاييتي، ثم اسقرّت العائلة أخيراً في نيويورك، حيث أكمل تعليمه في "مدرسة سليد للفنون الجميلة"، ونال منها درجة الماجستير.

تشكّل الطبيعة في منطقة بحر الكاريبي مرجعيته الأولى التي تترجم بصرياً في العديد من أعماله، كما اهتمّ بالاحتفال لدى مجتمعات المنطقة، بوصفه طقساً جماعياً تعود جذوره لمئات السنين، وما يعكس من تنوّع ثقافي واجتماعي هائلين.

حتى الحادي والعشرين من الشهر المقبل، يتواصل في "غاليري سادي كولز" بلندن، معرض "أرض الجدّة" لبارينغتون الذي افتتح مساء أول أمس السبت، ويضمّ أعمالاً بدأها ضمن مشروع يحمل الاسم ذاته قبل نحو ثلاث سنوات.

ألفارو - القسم الثقافي
من المعرض

يضمّ المعرض ثلاثة أعمال إنشائية، يتمحور كلّ واحد منها حول ثلاثة هياكل معمارية ضخمة مصنّعة يدوياً، وتضيء جوانب من الحياة العائلية في الكاريبي التي يعتمد في تقديمها على روايات شخصية وثقافية، تتقاطع حول مفاهيم مُعيّنة ترتبط بالأسرة والمجتمع والعلاقات العاطفية والموسيقى، كما استمدّ كثيراً من موضوعاته من اطّلاعه على تاريخ الفن في منطقته.

يقدّم بارينغتون أعماله التي تتنوّع وسائطها بين الرسم والتركيب والفيديو، بالإضافة إلى استخدامه مواد تقليدية لا تزال تُستعمل في بناء منازل الكاريبيِّين، مثل الأخشاب والخيش وغيرها من المواد التي تشير إلى طبقات من التاريخ الثقافي والسياسي لتلك البلدان، حيث شيّد ثلاثة أكواخ تحاكي أكواخ جدّته وعمّته وعمّه في القرية الصغيرة التي نشأ فيها. 

كلّ واحد من أقاربه يمثّل صورة محدّدة أراد تجسيدها وطرح التساؤلات حولها، فالجدّة تعني له الشعور بالأمان والحرّية في عالم يزداد غرابة ولم تكن تتخيّله هي أبداً، بينما يُشبه العمّ صورة رجُل "الراستا" (إحدى الديانات التي تنتشر في الكاريبي)، المُتمرّد والمنتمي للأرض والمحبّ للتسكّع على الطرقات وتدخين الحشيش، والذي يُطلق عبارات قد تُوحي بالحكمة أو بالجنون، كما يتناثر شعرُ رأسه الذي يُكثّف فكرة التحرّر عنده، بينما كانت عمّته تُرافقه إلى الاحتفالات العامة والكرنفالات التي كانت تُقام على الشاطئ، ويرتدي المشاركون فيها أزياء تنكّرية. ذكرياتٌ تجتمع في عمل بارينغتون.
 

المساهمون