تهتمّ الفنّانة الكويتية المقيمة في قطر، أنفال الكندري، بالفن الرقمي والرسوم التوضيحية والأعمال التركيبة، حيث تستعيد تجاربها الشخصية لغةً بصرية يسهل تلقيّها من خلال تشكيلها مساحات ملونة ــ بألوان زاهية في الأغلب ــ وتوظيفها لأشكال ورموز بسيطة.
الفنانة الحائزة على درجة الماجستير في الفنون البصرية من "جامعة الفنون" (UAL) في لندن، تركّز على ذكريات الطفولة، حيث قامت في أعمال سابقة برسم خرائط المدن التي عاشت فيها طفولتها، وجمعت فيها أحدها رموزاً عديدة، منها ما يستحضر اللهو والمرح ومشاعر الحب والاشتياق، وقامت بإخراج العمل بطريقة مُميّزة على سطح من الألومنيوم.
حتى الثالث عشر من أيار/ مايو المقبل، يتواصل في "غاليري مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة معرض "نزهة 88" للكندري، والذي افتُتح في الثالث عشر من الشهر الماضي، ويمثّل امتداداً للثيمات ذاتها التي تطرّقت إليها في معارضها السابقة.
يشتمل المعرض على عمل تركيبي ثلاثيّ الأبعاد، تستلهم فيه ذكريات طفولتها، وتُبرز حنينها إلى الماضي باستخدام الألوان النابضة بالحياة والرسومات التوضيحية، حيث تُعيد النظر في مسارها الشخصي وتستحضر العناصر المرئية في الماضي لتُسقطها على الحاضر.
وتقدّم الكندري مشهداً تُعيد فيه تخّيل نزهة قامت بها عندما كانت في السادسة من عمرها؛ أي في العام 1988، و"تعكس من خلاله الحنين إلى الماضي والبحث عن تلك الظلال المظلمة والخفيفة داخل الذات البشرية والعوالم الموازية"، بحسب بيان المنظّمين.
كما ترسم الأجساد البشرية بطريقة مختزلة، بحيث تبدو كتلة برأس ويدين ورجلين من دون أيّة ملامح واضحة، وتحيط بها حيوانات مثل القطط والأحصنة، والأسماك، إلى جانب سيارات وطائرات ومركبات فضائية وأشجار زرقاء وخضراء وكتابات ونقوش، وكلها تشكّل مجتمعةً مشهداً من العبث واللهو يذكّر بعوالم الطفولة.
يُذكر أن المعرض يُقام ضمن فعاليات أسبوع "قطر تُبدع"، بموازاة معرضٍ ثانٍ ينظَّم في الموعد نفسه ويضمّ أعمال المشاركين في "برنامج الإقامة الفنية للقيمين 2023" الذي تعقده "متاحف قطر" سنوياً، ويشمل أعمالاً أُخرى، من بينها مشروع للفنان المصري أحمد سليمان بعنوان "بالشمس وشعاعها الساطع"، وهو عبارة عن لوحات تعكس تنوّع النباتات في قطر، وآخر للفنان عبد الله المطيري من الكويت، ويقدّم في أعماله صوراً ممسوحة ضوئياً ووثائق مكتوبة بخطّ اليد.