أولافور إلياسون.. هندسة الضوء في الصحراء

31 مارس 2023
من المعرض
+ الخط -

في عام 2009، أسّس أولافور إلياسون مختبراً للبحوث المكانية تابعاً لكلية الفنون الجميلة في "جامعة برلين للفنون"، ضمن اهتمامه بالأعمال الفنية والمعمارية التركيبية والنحتية التي تَستخدم مواد أساسية مثل الضوء والماء ودرجة حرارة الهواء لتعزيز تجربة المشاهد في المكان.

نفّذ الفنان الأيسلندي الدنمركي (1967) منذ التسعينيات العديد من المشاريع، من أبرزها "الطقس" (2003)، وهو مشروع تفاعلي يقوم على استلقاء الزوار على ظهورهم في فضاء العرض ليروا أنفسهم كظلال سوداء صغيرة مقابل كتلة من الضوء البرتقالي الذي يرمز إلى الشمس.

"الصحراء تعانق الخيال" عنوان معرض إلياسون الجديد، والذي افتتح في "متحف قطر الوطني" بالدوحة في التاسع عشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الخامس عشر من آب/ أغسطس المقبل، ويمثل استكمالاً لرحلة استكشاف اهتمامات الفنان بالأضواء والألوان والدراسات الهندسية والوعي بالبيئة والعلاقات بين الكائنات الأخرى غير البشر.

من المعرض
من المعرض

تتكامل الأعمال المعروضة في المتحف مع عمل فنّي مكون اثني عشر جناحاً مؤقّتاً، يُعرض بالقرب من غابة القرم في محمية الذخيرة (64 كلم شمال شرق الدوحة) على شكل تجارب تستغلّ العناصر الطبيعية للمنطقة كأشعة الشمس والرياح والمياه.

تستكشف الأجنحة الثلاثة الأولى في المنطقة الخارجية الظواهر البصرية، بحسب بيان المنظّمين، مستفيدةً من قوس قزح والظلال والمرايا لخلق تأثيرات ساحرة، بينما تستكشف الأجنحة من الجناح الخامس إلى السابع عناصر السبخة لإنتاج أعمال فنية تُعرض لاحقاً في المتحف. 

أمّا الأجنحة الثلاثة الأخيرة فتضع هذه البيئة في تناغم مع الأعمال الأخرى، باستخدام مواد مثل الطين الجليدي من آيسلندا. ومن بين المشاريع التي تحتضنها الأجنحة الصحراوية الاثنا عشر؛ "قوس قزح" ويشتمل على أحد عشر موشوراً ضوئياً مرتّباً على طول الجزء العلوي من كرة عاكسة وفقاً لمسار الشمس في منطقة الذخيرة، وتنحني هذه المواشير وتكسر ضوء النهار، وفي أوقات مختلفة من العام تُشكل قوس قزح في دائرة مكتملة.

من الأعمال المعروضة الأُخرى "مرصد رسومات ملح البحر"، وهو عبارة عن لوحتين دائريتين على قماش، واحدة بيضاء والأخرى سوداء، تدوران ببطء بواسطة المحركات، حيث تتقطّر المياه، ممزوجة بأصباغ سوداء وبيضاء على التوالي على الأسطح الدوارة. تتسبب الرياح في تحرك أداة الرسم على سطح الصفحة المقلوبة، تاركةً علامات متموجة على السطح. ثم تُعرض الرسوم، وهي صور لأحوال الطقس في الموقع، بشكل دوري في "متحف قطر الوطني".

وتتضمّن الأعمال المعروضة في المتحف كلّاً من "المنارة الحية" (2023)، و"خارطة البحث" (2019)، إلى جانب سلسلة تصوير فوتوغرافي تصور المناظر الطبيعية لآيسلندا.

ويوثق فيلم من جزأين أنتجته "شركة تايغرليلي برودكشن"، تطوُّر عمل الفنان "سفر الظلال في بحر النهار" ومعرضه "الصحراء تعانق الخيال"، كما يتوفر كتاب يوثق المعرضَ وتطوره عبر الصور والرسومات التخطيطية للفنان، وتثير الموضوعات التي يتناولها الكتاب أسئلةً متعلقة بحالة الطوارئ المناخية العالمية، بما في ذلك حساسية البيئة، والمسؤولية تجاهها، والحاجة الماسة للتغيير. 

المساهمون