أين وصلت مشاريع الترميم في قصبة الجزائر؟

04 اغسطس 2024
من بنايات حيّ القصبة في العاصمة الجزائرية، نيسان/ إبريل 2018 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **جلسة عمل مشتركة ومتابعة الترميمات**: عقدت وزيرة الثقافة صورية مولوجي ووالي ولاية الجزائر العاصمة محمد عبد النور رابحي جلسة عمل لمتابعة تقدم "المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ لقصبة الجزائر"، شملت شروحات وزيارات ميدانية.

- **مشاريع الترميم المنجزة والجارية**: انتهت تهيئة وتأهيل سبعة مشاريع بميزانية الولاية، منها مسجد الداي ودار البارود، بالإضافة إلى تهيئة 143 عمارة. هناك 12 مشروعاً في طور التهيئة وستة مشاريع أخرى في طور الانطلاق.

- **التحديات المالية والزمنية**: لم يقدم البيان تفاصيل حول نسبة تقدم الأشغال أو الجداول الزمنية، ولم يتم الإفصاح عن الموازنات المالية. منذ 2012، استهلك ملف الترميم قرابة 800 مليون دولار أميركي مع استمرار التعثرات.

أين أصبحت مشاريع الترميم في حيّ القصبة العتيق بمدينة الجزائر؟ لا نعثر على إجابة شافية في البيان الذي نشرته وزارة الثقافة عبر صفحتها على "فيسبوك"، بُعَيد "جلسة عمل مشتركة" جمعت، الخميس الماضي، وزيرة الثقافة صورية مولوجي بوالي ولاية الجزائر العاصمة محمد عبد النور رابحي، بهدف متابعة مدى تقدُّم تجسيد "المخطَّط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ لقصبة الجزائر"، والذي يُعرَف اختصاراً باسم "PPSMVSS".

يكتفي البيان المقتضَب بالإشارة إلى أنّ الوزيرة والوالي استمعا إلى شروحات قدّمها القائمون على المشروع، تتعلّق بـ"وضعية المعالم الثقافية على مستوى إقليم ولاية الجزائر، ومدى تقدُّم إنجاز المخطَّط، إضافةً إلى عروض تتعلّق بتهيئة مدينة الجزائر حضارياً"، وأنّهما قاما، بعد ذلك، بـ"زيارة ميدانية إلى دهاليز القصبة للاطلاع على وضعية تهيئتها، وتفقُّد عددٍ من المشاريع الثقافية وعمليات ترميم بعض المعالم التاريخية، والتي تهدف إلى حمايتها وتثمينها واستغلالها اقتصادياً".

غير أنّ بياناً لولاية الجزائر، وباعتبارها الجهة المشرفة على المخطَّط، سيُورِد معلومات لم ترِد في بيان الوزارة؛ حيث يذكر البيان أنّه "تمّ على عاتق ميزانية الولاية الانتهاء من تهيئة وتأهيل سبعة مشاريع متمثّلة في مسجد الداي ودار البارود بقلعة الجزائر، ودار بوحيرد، وضريح سيدي عبد الرحمان الثعالبي، ودار بشطارزي، وعمارتين بشارع أوسليماني، وتهيئة 143 عمارة تضمّ 1515 شقّة بالقصبة السفلى، ومقهى الفنّانين الحاج العنقى"، مُشيراً أيضاً إلى وجود "12 مشروعاً في طور التهيئة والتأهيل؛ على غرار قصر الداي بقلعة الجزائر، وقصر البايات بقلعة الجزائر، وجامع البرّاني، واثنتين من الدويرات المجاورة، وقصر حسان باشا وغيرها من القصور والمعالم، بالإضافة إلى ستّة مشاريع أُخرى في طور الانطلاق، وأربعة مشاريع أُخرى في طور إطلاق الدراسات الخاصّة بها".

استهلك ملفّ الترميم قرابة 800 مليون دولار أميركي منذ عام 2012

لكن، ورغم هذه المعلومات التي يتضمّنها عن عمليات الترميم والتهيئة التي جرى الانتهاء منها، أو التي تجري حالياً، أو التي تنطلق مستقبَلاً، لا يُقدّم البيان أجوبة حول نسبة تقدُّم الأشغال الإجمالية، أو الجداول الزمنية المحدَّدة للانتهاء من المشاريع القائمة حالياً وللانطلاق في ما لم يبدأ منها بعدُ، كما أنّه لا يُخبرنا عن الموازنات المالية المخَصّصة لهذه المشاريع.

تضعنا تلك الأسئلة في قلب التعثّرات التي يشهدها ملفّ ترميم حيّ القصبة التاريخي المصنَّف ضمن قائمة "يونسكو" لمواقع التراث العالمي منذ عام 1992، والذي استهلك، وفق أرقام غير رسمية، قرابة 800 مليون دولار أميركي منذ 2012 وإلى اليوم، وهذا الرقم مرشَّح للزيادة، وربّما بشكل مستمرّ، في ظلّ استمرار أشغال الترميم إلى ما لا نهاية.

يُذكَر أنّ وزارة الثقافة أنشأت في 2011 جهازاً باسم "الوكالة الوطنية للقطاعات المحمية" وأتبعته بعد عام من ذلك بإطلاق "المخطّط الدائم لحماية القصبة"، لكن من دون إحراز تقدّم يُذكر في عمليات الترميم، قبل أن يُسحب الملفّ مِنها ويُسنَد إلى ولاية الجزائر. وخلال هذه الفترة، تنقلت مشاريع الترميم بين عددٍ من الشركات الوطنية والأجنبية. وفي 2022، كشفت "الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء" أنّ ما نسبته 80% من المجال العمراني في الحيّ التاريخي مهدَّد بالانهيار في أية لحظة؛ وهو رقمٌ لا نعرف نسبة تقليصه في ضوء الترميمات المعلَن عنها أخيراً.

المساهمون