"أيوب ثائراً".. عن الثورة والصبر في ندوة برلينية

يبدو مفهومَا "الثورة" و"الصبر" متناقضَين، لو نظرنا إليهما من مستوىً أوّلي، بل إنّ الثاني اعتُبِر، تاريخياً، من أسباب انتفاء الأُول. وقد حظي كلٌّ منهما بتمثيلٍ معيّن سواء في القَصَص الديني أو التراث الشعبي، وأبرز مَن ارتبطت به صفة الصابر، هو النبي أيّوب، الذي كرّست سيرتُه الشهيرة الطريقةَ التي ينبغي أن يكون عليها الإنسان في علاقته مع خالقه. ولكنْ هل يُمكن أن نتكلّم عن أيّوب الثائر؟ وما علاقةُ كلِّ ما سبق بالثورات العربية ومآلاتها؟

بعد مرور أكثر من عَقْد على الثورات العربية، وما تَبِع ذلك من مآلاتٍ مأساوية، جاءت على نقيض ما سعت إليه الشعوب الثائرة، وما طالبت به من إصلاح ومطالب مشروعة للتغيير، أعادت مجموعة من الباحثين والكُتّاب العرب، النظر في هذا الراهن السياسي، من خلال قصة النبي أيوب. وفي العام الماضي، صدرت هذه الأوراق البحثية، عن دار "هنّ" في القاهرة، ضمن كتاب واحد حمل عنوان "أيوب ثائراً: سؤال المُعاناة في الثورات العربية"، بتحرير وتقديم الباحثَين: فؤاد حلبوني وإسماعيل فايد.

عند السابعة من مساء الخميس المُقبل، تستضيف مكتبة "خان الجنوب" ببرلين، بالتعاون مع "ملتقى التاريخ والذاكرة الثقافية"، المُحرِّرَين في ندوةٍ لنقاش وإشهار الكتاب. حيث يعود حلبوني وفايد إلى النقطة الأساسية التي أثارتها قصة النبي أيوب (الصبر)، بصياغاتها المختلفة، واعتبارها عتبةً أُولى لطرح جملةٍ من المُراجعات المُتعلِّقة بِواقع الدُّول العربية التي شهدت ثورات وانتفاضاتٍ شعبية. 

كما يستعير المشاركون في أبحاثهم مفهومَ الشكّ أيضاً من مَرويّة أيوب المركزية، وليس الصبر فقط؛ وبالتالي فإنّ لحظة مُساءَلة الراهن ونقده، تمدُّ لتشمل جوانب فكرية وآراء سياسية مختلفة استطاعت الثورات العربية ترسيخها، أو إنجاز بعضٍ منها، على الرغم ممّا تشهده حركة التغيير، اليوم، من "نجاح" لقوى الثورات المُضادّة.

يُشار إلى أنّ الكتاب يتألّف من ستّ مقالات، هي: "أيوب وإشكالية الإصلاح الديني" لموريس عايق، و"رسالة إلى شابٍّ ثائر: أو تكرار الثورة" لنادر أندراوس، و"هل كان النبي أيوب صابراً مُحتسباً؟" لصفوت عادل مرزوق، و"خرائب الضجر" لعدي الزعبي، و"تاريخ التغوّل: قراءة سِفر أيوب في ضوء الثورات العربية" لفؤاد حلبوني، و"أيوب ومعضلة الأخلاق" لإسماعيل فايد.

آداب وفنون

التحديثات الحية

القدس القديمة.. طريق مسدود أمام الرواية التوراتية