كتَب صلاح جاهين مسرحيته "حمار شهاب الدين" عام 1962، والتي أخرجها ناجي شاكر وإبراهيم سالم وقدّمتها "فرقة الماريونيت" على "مسرح القاهرة للعرائس"، في عمل غنائي استعراضي حاول من خلاله تعرية الفساد وهدر المال العام من خلال شخصية المغني الذي يتحوّل إلى حمار يتحاور مع القاضي حول فكرة العدل.
النص الذي تمّ تحويله إلى المسرح ضمن رؤى مختلفة، أعاد تقديمها المخرج إبراهيم أحمد في عدّة عروض على مسرح "تياترو النيل" في العاصمة المصرية أيام العيد، كما يعاد عرضها يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول المخرج إنه "قام بتحويل الحمار إلى أمير بلاد العجيب الذي وقع عليه الظلم من قبل شقيقه نصر الدين الذي كان يحقد عليه، كما تم تدعيم رؤيتي الإخراجية أيضاً برباعيات لصلاح جاهين كفواصل غنائية مثل "يأسك وصبرك" و"أنا اللي بالأمر المحال اغتوى" و"أنا كنت شيء"، واستخدمت عرائس وخيال الظل في مشهد السحر لإيهام الأطفال أنه تم تحويله فعلاً إلى حمار".
ويضيف "استخدمت لافتة ثابتة تعبّر عن سوق بغداد ومحلات الحرير والجواري وغيرها، وعند انتهاء مشهد السوق تُغلق الدكاكين ويدخل شجر متحرك في مشهد الغابة، واستخدمت في مشهد الساحرة قماشاً أبيض اللون عليه رسومات من الخلف تنيرها الإضاءة، كما تم تصنيع كوخ تجلس فيه ريحانة بنت عم شهاب التي تقوم بغناء الرباعيات، وتظهر اللافتة وكرسي وسجن متحرك في مشهد القاضي".
ويلفت أحمد إلى أنه تم العمل على إعادة تلحين أغاني ورباعيات صلاح جاهين بموسيقى وألحان تتوافق مع رؤيته الإخراجية، كما عبّرت الأزياء عن الوضع الاجتماعي لكلّ شخصية فجاءت ملابس عم شهاب وريحان ابنته فقيرة، بينما تعكس أزياء حنجل الدلال والقاضي ثراءهما.
يشارك في العرض الذي أنتجته "هاي موكا للإنتاج الفني" كلّ من حسن عبد الفتاح وإسلام عبد الشفيع وإسلام صلاح وسهيلة أحمد وتامر المغربي، وصمّم الديكور محمد عبد المحسن، وصمّم الأزياء هبة عدلي، ووضع الموسيقى والألحان محمد مصطفى، وقام بتصميم الاستعراضات محمد علاء، وساعد في الإخراج محمود أبو العينين وأدهم ولي وكريم عبودة.