في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والفلسفية والدينية والنقدية والشهادات الإبداعية والشعر والرواية.
■ ■ ■
تحت عنوان "الصهيونية والاستعمار الاستيطاني: مقارَبات فلسطينية"، صدر عن "مركز مدى الكرمل" كتابٌ من تحرير نديم روحانا وعرين هوّاري. يضمُّ العمل مجموعةً من الدراسات لأكاديميّين ومُحاضرين وطلبة دراسات عليا فلسطينيّين، هي حصيلة ورشة أقامها المركز على مدار سنة ونصف. تحاول الدراسات فهم الصهيونية كمشروع استعمار استيطاني، وبحث آليات هذا المشروع وفرضياته، وأسسه الفكرية والدينية والسياسية، وتناقش التحوّلات التي مرّ ويمرّ بها المشروع جرّاء فشله، منذ بدايته الأُولى، في إخضاع المقاومة الفلسطينيّة المستمرّة على جميع أشكالها.
عن "منشورات الجمل"، تصدر هذه الأيام مختاراتٌ مترجَمة من "دفاتر السجن" للفيلسوف والمناضل الإيطالي أنطونيو غرامشي (1891 - 1937)، نقلها إلى العربية كلٌّ من صبا قاسم ومعزّ مديوني. حبّر غرامشي صفحات هذه الدفاتر بين عامَيْ 1929 و1935، حينما كان معتقلاً في سجون النظام الفاشي، ولم تُنشَر للمرّة الأولى إلّا عامَ 1948. يتوقّف الفيلسوف، هنا، عند العديد من المسائل: دور المثقّفين، والهيمنة، والنقد الأدبي، ودراسة الفولكلور، والماركسية، إلى جانب قراءات في أعمال بعض الفلاسفة، مثل مواطنه بينيديتّو كروتشيه.
"معنى الأرض: التفكير مع نيتشه بالإيكولوجيا" عنوان كتاب للباحث الفرنسي بُنوا بيرتولييه، صدر عن منشورات "سوي" في باريس. إذا كان مقصد الكتاب واضحاً من عنوانه، فإنّ ذهابه إلى نيتشه للتفكير في الأزمة البيئية يبقى مفاجئاً بعض الشيء، لندرة تناول الفيلسوف الألماني للموضوع. لكنّ المؤلّف يلتقط من نيتشه العديد من المفاهيم التي يبني عليها، مثل إرادة القوّة، التي يرى أنّها قد تفتح باباً للعودة إلى العيش بتناغم مع الأرض، ومثل العِلم المرِح، الذي نحتاجه في وقتنا المملوء بالأزمات، وفي مقدّمتها الأزمات البيئية.
كيف تصوَّرَ الإنسانُ القديم وجودَ اللّه؟ ومن هو اللّه في بعض الحضارات والديانات كالهندوسية والمسيحية؟ وكيف رسمت تياراتُ الفكر الإسلامي صورةَ الرحمن؟ عن هذه الأسئلة، يجيب محمّد شحرور في كتابه الذي اكتُشف بعد رحيله وصدر عن "دار الساقي" تحت عنوان "تصوّر الإنسان عن الله"، مبيّناً وشارحاً المسار المعرفي لتطوّر تصوُّر الإنسان عن الخالق عبر العصور والديانات المختلفة. يوجز الكتاب الرحلة التي اتّبعها الإنسان في البحث عن فهم الذات الإلهية، ويبيّن محاولاته لفهم تلك الذات من خلال تجسيدها بمختلِف التصوّرات.
تصدر قريباً عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" رواية "مباهجُ الانتحار الإحدى عشرة، وقياسُ المراوَغات في أحوال جلال الدين الرومي" للشاعر والروائي السوري سليم بركات. تجري أحداث الرواية في شبه جزيرة من بلد غريب الجغرافيا قليلاً، اسمه "إيلانتِس"، لا شيء يبدو فيه مأساوياً في طرق المعيشة ونظام الحُكم، إلّا أن شخصاً يُدعى "سِيْكيْن" مهووس بماضيها حين كانت الدولة مملكةً، ويعيش أوقاتاً في ذلك الماضي بذاكرته التي كأنّها تحتفظ بسجلٍّ من زمن قديم عاش فيه بعض الوقائع داخل قلعة الملك الذي أسّس المملكة، ولديه محاولات دائمة للانتحار.
عن "دار الشؤون الثقافية العامة" في بغداد، صدر المجلد الأوّل من "نازك الملائكة: الأعمال الشعرية الكاملة" بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد الشاعرة العراقية (1923 - 2007). يتضمّن المجلّد تقديم الملائكة للطبعة الأولى منه عام 1965؛ حيث أشارت فيه إلى أنّها تنشر ثلاث صور شعرية لقصيدة واحدة في الكتاب؛ نُظمت الأُولى بين 1945 و1946، والثانية سنة 1950، وجاءت الثالثة متأخّرة عام 1965، موضّحة أنها تسترشد بما قام به الشاعر الإنكليزي جون كيتس حين ألّف قصيدة "هايبرون" في نسخة عاد وطوّرها لينشر كلتا النسختين في كتابٍ واحد.
"الكنوز المدفونة: قوّة الحكايات السياسية" عنوان كتاب صدر عن "منشورات جامعة برينستون" للباحث جاك زيبس. يتناول المؤلّف مجموعة من القصص الخيالية السياسية في القرنين التاسع عشر والعشرين، كُتبت لمواجهة الاضطهاد السياسي والاستغلال الاقتصادي من خلال خلق عوالم بديلة وخيالية، ومن أبرز كتّابها الصحافي الأميركي تشارلز غودفري ليلاند الذي تناول حكايات الأميركيين الأصليين في قصصه، والفنّان الألماني كورت شفيترز الذي رسم كتباً مصوّرة تنتقد السلطة، وكاتبة الأطفال السويسرية ليزا تيتزنر التي تحدّثت في قصصها عن النازية.
ضمن سلسلة "إبداعات عالمية" التي تصدر عن "المجلس الوطني للثقافة والفنون" في الكويت، صدرت الطبعة العربية من رواية "الجزيرة الأخيرة" للكاتب والموسيقي التركي زولفو ليفانلي (1946)، بتوقيع المُترجم صفوان الشلبي، ومراجعة الباحث والناقد محمد حقّي صوتشين. يصف الناقد يشار كمال العمل بأنه يعجّ بالتفاصيل "الزولفوية"، حيث توجد الشخصيات الإنسانية، لكنّ الغابة وأشجار الصنوبر، وكذلك الحيوانات، قُدّمت على أنّها أقوى من الإنسان: "لقد خلق زولفو أبعاداً وإمكانيات مذهلة في هذه الرواية... لقد دخل بها من الباب العريض للأدب".
عن "دار الحبر"، صدر كتاب بعنوان "أطفال ثورة نوفمبر يتذكّرون"، بتحرير محمد أرزقي فرّاد وتقديم ناصر الدين سعيودني ومحمد الصالح الصدّيق. يجمع العمل عدداً من النصوص لخمسة وعشرين كاتباً وباحثاً وسياسياً وحقوقياً جزائرياً يستعيدون فيها ذكريات طفولتهم التي عاشوها خلال الثورة التحريرية (1954 - 1962) والسنوات الأُولى من الاستقلال. من بين هؤلاء: عبد العزيز غرمول، والحبيب السايح، وعبد العزيز فيلالي، ومحمد بوعزارة، ومحمد الهادي حارش، ومحمد صاري، وعبد العزيز بوشفيرات، وخليفة بن قارة، وحليمة جغرود، وبشر فريك، وبوجمعة غشير.
"أبناء الأسطورة" عنوان الرواية الجديدة الصادرة عن دار "Tusquets"، للكاتب الإسباني فرناندو أرامبورو. بطريقة رشيقة، يروي الكاتب الإسباني قصّة شابّين متحمّسين، هما أسير وجوسيبا، يسافران إلى الجنوب الفرنسي عام 2011، بهدف الانضمام إلى "منظّمة إيتا". سرعان ما يتفاجأ بطلا الرواية بأنّ المنظّمة أوقفت نشاطها المسلّح، فيقرّران مواصلة القتال بمفردهما وتأسيس منظّمتهما الخاصّة. سبق أن صدرت لأرامبورو بالعربية رواية "وطن"، في العام الماضي، عن دار "كلمات للنشر والتوزيع" بترجمة الراحل رفعت عطفة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
