استمع إلى الملخص
- **مختارات هذا الأسبوع**: تتضمن كتباً مثل "موجز تاريخ العثمانيين" لخليل إنالجيك، "غزّة أمام التاريخ" لإنزو ترافيرسو، "صيف مع باسكال" لأنطوان كومبانيون، و"لعبة الكتابة: الميتاقصّ والرواية العربية" لآمنة حجاج.
- **إصدارات أخرى مميزة**: تشمل "الفنّ التشكيلي والاقتصاد الإبداعي" لعبد الله التميمي، "علم الأساطير" بتحرير رجارد كافندش، ترجمة عربية لرواية "البيوض القاتلة" لميخائيل بولغاكوف، و"آزياده" لبيير لوتي.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تشمل الدراسات السياسية والاجتماعية ومؤلّفات في التاريخ واللغة والرواية وغيرها.
■■■
يتألّف كتاب "موجز تاريخ العثمانيين" لـ خليل إنالجيك، الصادر عن "دار نينوى" بترجمة أحمد الإبراهيم، مِن ثلاثة نصوص: يتناول الأوّل إطاراً عامّاً للدولة العثمانية منذ بدايتها ثمّ تطوّرها ضمن المناطق الحدودية والأطراف باعتبارها مركزاً استقرّت فيه الحضارة الإسلامية- التركية، ويتناول الثاني التطوّرات العسكرية والسياسية في عهد مراد الثاني ومحمد الثاني وبايزيد الثاني، بينما يُقدّم النصّ الثالث دراسة مقارنة بين دراسات ل. كاهون ودبليو بارثولد وبوفا حول تيمور، تتناول تفاصيل مهمّة بطريقة أكثر إيجازاً وأكثر قابلية للفهم.
هل تدمير غزّة نتيجة لهجوم السابع من أكتوبر أم هو خاتمة عملية طويلة من القمع والاستئصال؟ هل يحقّ للفلسطينيّين مقاومة الاحتلال؟ وهل الحديث عن الإبادة الجماعية معاداة للسامية؟ يحاول المفكّر الإيطالي إنزو ترافيرسو، في كتابه " غزّة أمام التاريخ"، الصادر عن "دار لاتيرزا"، تقديم أجوبة مختلفة عن تلك السائدة في الغرب؛ حيث توصف "إسرائيل" بأنّها جزيرة "الديمقراطية"، وحماس بأنّها "جيش وحشي من سكّان الرمال". لا يتردّد المؤلّف في القول إنّ ما يحدث في غزّة إبادة جماعية، وأنّ التاريخ يعيد إحياء الإبادات الجماعية التي ارتكبها الغرب.
"صيف مع باسكال" عنوان الترجمة الإنكليزية من كتاب الباحث أنطوان كومبانيون، التي صدرت عن "منشورات جامعة هارفرد" بتوقيع كاترين بورتر. يضيء الكتابُ على سيرة الفيزيائي الفرنسي بليز باسكال (1623 - 1662) الذي ترك إسهامات بارزة في مجال ميكانيكا الموائع، مركّزاً على سجالاته مع عدد من معاصريه في مرحلة اتّسمت بالتعارض بين العلم والدين، كما تُبرزه مؤلّفات بعضهم، من خلال مناقشة كتابه "الأفكار" الذي صدر بعد رحيله، وتضمّن آراء معمّقة كتبها في فترات متقطّعة من حياته في اللاهوت والفلسفة من منظوره كفيلسوف لم يتخلّ عن إيمانه الديني.
في كتابها "لعبة الكتابة: الميتاقصّ والرواية العربية"، الصار عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر"، تتناول الباحثة آمنة حجّاج الآليات التي وظّفها كتّاب عرب للانتقال بخطابهم السردي نحو رؤى تجريبية تتّخذ من الميتاقصّ سبيلاً لها. ومن خلال عدد من النماذج السردية، تحاول المؤلّفة الإجابة عن أسئلة مثل: هل "الميتاقصّ" في الرواية العربية محض مجاراة للأطروحات السردية الغربية أم هو ظاهرة فكرية تحفر في عمق الهوية السردية؟ وهل هو تعبير عن موقف الكاتب من الكتابة وتصوّره لها؟ وهل يرمي إلى توجيه القارئ نحو نوع خاصّ من التلقّي؟
صدر، عن وزارة الثقافة الأردنية، كتاب "الفنّ التشكيلي والاقتصاد الإبداعي: كيف يصبح الإبداع سلعة؟" من إعداد الباحث وأستاذ الفنون الجميلة عبد الله التميمي. يناقش المؤلّف تحوّلات الفنون المعاصرة وعلاقتها بالاقتصاد الإبداعي، من خلال استعراض مفاهيم وقضايا الواقع الافتراضي، وهوية الفنّ ووظائفه الوظائفية وطرق استثماره، كما يبحث في صناعة المحتوى الفنّي وتسويقه، وفق تطوّر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتواصل المرئي مع الشكل الرقمي، وتأثير العولمة الرقمية على إعادة تشكيل هوية المجتمع، وفي ظلّ مفهوم الاقتصاد المبني على الإبداع.
يكشف كتاب "علم الأساطير"، الصادر عن دار "خطوط"، بتحرير رجارد كافندش وترجمة سمير الشيخ، أنواع العلاقات المعقّدة بين الآلهة والبشر؛ فالهندوسية والأساطير الإغريقية والرومانية تُتيح مساحة واسعة للاختلاط بينهما، بينما ترفض البوذية الاتصال بعالم الآلهة وتنشط نوعاً من المرويات الأسطورية لمجالدة المختارين وقصصهم، أمّا في أساطير وادي الرافدين، فهناك فاصل كبير بين الآلهة والبشر. يرصد الكتاب هذه التفاوتات، مشيراً إلى أنّ الطبيعة البشرية بحاجة إلى سلطة الأسطورة حين تريد النهوض والقوّة والمقاومة فيما وراء قوانين العلم والجدل والعقل.
عن "دار الرافدين"، صدرت ترجمة عربية لرواية "البيوض القاتلة" للروائي الروسي ميخائيل بولغاكوف (1891 - 1940) بتوقيع ثائر زين الدين وفريد حاتم الشحف. تصوّر الرواية، بأسلوب يمزج بين السخرية والمرارة، كيف سخّر بعض القادة السوفييت العلم والمعرفة لغايات ساذجة، في رؤية استشرافية زمنَ إصدارها لمستقبل الاتحاد السوفييتي الذي انهار بعد نحو خمسة عقود، من خلال قصّة متخيّلة عن البروفيسور بيرسيكوف الذي يكتشف أثناء تجاربه على البيض شعاعاً أحمر يسرّع نموّ الكائنات الحية، فتستخدم الحكومة السوفييتية الشعاع الأحمر لكنّها ترتكب أخطاء قاتلة.
بتوقيع أحمد جيو حسن، صدرت عن "دار خطوة" ترجمة عربية لرواية الكاتب والمستشرق الفرنسي بيير لوتي (1850 - 1923) "آزياده". يروي لوتي في هذه الرواية، التي صدرت بالفرنسية عام 1879 ويعدّها النقّاد أفضل أعماله الأدبية، قصّة حُبّ بين الراوي وامرأة شركسية تُدعى آزياده، مصوّراً مشاعر النشوة والرغبة واليأس، ومن خلال ذلك، يتناول صراع الثقافات بين الشرق والغرب، ويُقدّم لمحة عن التوتّرات الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة داخل الإمبراطورية العثمانية؛ حيث تنعكس النقاشات الفلسفية والدينية على حياة الشخصيات.