عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا" صدر حديثاً كتاب "استشراف" السنوي الخامس، متضمّناً عدداً من الدراسات التي تسعى إلى استشراف واقع العمل وآفافه في العالم العربي.
"تحديات التغيرات المناخية والرهانات المستقبلية للتحول إلى 'الوظائف الخضراء': نقد المنظور الرأسمالي" عنوان دراسة الحسين الشكراني التي تحاول إعادة فحص مخاطر الممارسة الرأسمالية الاعتيادية، ومأزق تحويل الوظائف والآليات المعتمدة للتسويق لمقاربة النمو المستدام.
أما دراسة "استشراف مستقبلات العمل البحثي في العلوم اجتماعية والإنسانية" لجمال باروت ومراد دياني، فتتناول "العمل البحثي" في مجال "العلوم الاجتماعية والإنسانية" العربية، وترسم بعض معالم تطوراته المستقبلية.
اشتمل العدد على باب جديد هو قضايا مستقبلية، يحتوي مقالات تتعلّق بحقل الدراسات الاستشرافية عموماً
وتبحث دراسة "استشراف مستقبل الممارسة الطبية ورهاناتها في العالم العربي" لهيئة التحرير، في آثار رقمنة الصحة بممارسة الأطباء والعاملين في مجال الصحة. وتُبرز كيف أنّ التقدم القائم على الأتمتة، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، والبيانات الضخمة، والعلوم الذهنية، والذكاء الاصطناعي، كلّ ما سبق يطرح تحديات جمّة بالنسبة إلى مستقبل العمل البشري في مجال الطب، والرعاية الصحية، سواء في طبيعته ذاتها، أو في وتيرته، أو في بيئته، وكيف أنّ هذه التأثيرات المستقبلية كلها تقود إلى خلاصة رئيسة، هي ضرورة العمل منذ اليوم على جعل أسواق العمل وأنظمة التعليم والتدريب متأقلمةً مع هذه التحولات العميقة، مع إشارةٍ إلى السياقات العربية وتوظيفها فيها.
وتسعى "مستقبل مشاركة المرأة في سوق العمل العربية: تحليل قياسي جزئي لحالة دول شمال أفريقيا" لإبراهيم المرشيد وعمر إبورك، إلى البحث في المحدّدات الفردية والعائلية لمشاركة المرأة في سوق العمل في منطقة شمال أفريقيا (مصر، وتونس، والجزائر، والمغرب).
وتتوخّى دراسة "نحو استشراف مستقبل التعليم والتدريب المهني والتقني في البلدان العربية" لمحمد عبد الرزاق حسين ومنجد عبد الله، تتبّع التغييرات المستمرة والتشكلات الجديدة لأساليب التدريب والتقنيات الجديدة المتعلقة بهذا المجال، كما تتطرق فيها إلى الفرص والتحديات التي يعايشها هذا القطاع، والآفاق المستقبلية الممكنة من خلال تسليط الضوء على الإمكانيات الكامنة في المجتمعات العربية، إضافةً إلى الاستفادة من التجارب العالمية، والقيام بالمقارنات المرجعية في المجالات المشابهة.
وتناقش دراسة "مستقبل العمل في ضوء ثورة الذكاء الاصطناعي" لهيئة التحرير، تطوّر الذكاء الاصطناعي وتطور استخداماته خلال العقود الماضية، وتدرس تأثيراته في بنية العمل ومستقبله، وتقدّم استشرافاً لمستقبل عالم العمل في ظل هذه التأثيرات البنيوية الجمة للذكاء الاصطناعي والأتمتة، مع إشارةٍ إلى توظيفها في السياقات العربية.
واشتمل العدد، أيضاً، على دراسة مترجمة عنوانها "مستقبل العمل: مراجعة قياسية للأدبيات"لريبيكا ميتشل ويون شان ولان سنال، وقد ترجمتها عومرية سلطاني. أما باب "مراجعات"، نشرت مراجعة "مستقبلات أماكن العمل قراءة نقدية في كتاب: مكان العمل الذي تحتاج إليه الآن: تشكيل المساحات لمستقبل العمل".
كما اشتمل العدد على باب جديد هو "قضايا مستقبلية"، يحتوي على مقالات ومنشورات تتعلق بحقل الدراسات الاستشرافية عمومًا، نُشر في هذا الباب: مقالتان مترجمتان، الأولى لبرتران بادي "ازمة الخليج وتحولات "سياسة القوة" أزمة نظامية في سياق سياسي موسوم بالضعف"، والثانية لسيسيل ديزوناي "كيف سنعيش في عام 2050؟"، ومقالة "استشراف أثر التطوّر التكنولوجي في الحروب الحديثة والقوة العسكرية للدول الصغرى" لفهد حمد العذبة، و"ميتافيرس: أهو امتدادٌ لرأسمالية المراقبة؟" لكيفن غاي، و"هابيتوس المستقبل: التأثير المهيكل لعلاقتنا بالتكنولوجيا"، واختتم العدد بعرض لمجموعة من أبرز المنشورات الجديدة في حقل الدراسات المستقبلية.