استعادة دي أوزياس.. الثقافة الأفريقية في البرازيل

28 اغسطس 2023
من المعرض
+ الخط -

هرباً من روتين عمله الإداري في "شركة السكك الحديدية الفيدرالية" في البرازيل، بدأ أودوتيريس ريكاردو دي أوزياس في منتصف الأربعينيات من عمره، التركيز على رسم أعمال تستند إلى الروايات الشفوية من تراث بلاده.

توجّه الفنان البرازيلي (1940- 2011) في مسارين أساسيين هما رسم الطقوس الدينية الأفروبرازيلية في المناظر الطبيعية الريفية حيث أمضى طفولته، في ولاية ميناس غيرايس بجنوب شرق البرازيل، وكذلك تقديم المسيرات الجماعية الشهيرة في "كرنفال ريو دي جانيرو" السنوي.

يُفتتح مساء الجمعة المقبل في "غاليري ديفيد زويرنر" بلندن معرض استعادي لدي أوزياس يتواصل حتى التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2023، ويضمّ أعمالاً تمثل مراحل مختلفة من حياته تعكس رسوماته البسيطة في تكويناتها وألوانها الجريئة وأنماطها المتكرّرة.

من المعرض
من المعرض

اهتمّ الفنان بشعورين مختلفين لكنهما قدّما مشاهد لافتة تستند إلى التقاليد والطقوس الجمعية في الثقافة البرازيلية، وهما التقوى أو الخشوع خلال الممارسة الدينية، وتلك النشوة التي تختلط فيها مشاعر المرح والصخب خلال الاحتفاليات الكبرى.

في العديد من أعماله، كان دي أوزياس يرسم على ألواح من اليوكاتكس، وهي صفائح من ألياف الخشب عالية الكثافة تستخدم في التصنيع والأثاث أو الفورميكا، التي أخذها من أكوام المهملات في مكتبه بشركة السكك، كما استخدم مجموعة متنوعة من الأدوات، بما في ذلك فرشاة الأسنان، وأعواد الأسنان، وأصابعه، وفرشاة خشنة مصنوعة من عصا خشبية، حيث كان يقوم بطلاء الزيت أو الأكريليك باللونين الأسود والأبيض.

من المعرض
من المعرض

في بعض اللوحات، تظهر مشاهد سوريالية تجمع بين رؤى تشبه الحلم وبين التقاليد الروحية التي تنتمي إلى عقيدة "كاندومبلي كيتو" وهي مزيج من عناصر من عدة ديانات في غرب إفريقيا وتأثيرات من الكاثوليكية، طوّرها أجداده الأفارقة العبيد وانتشرت في البرازيل والأرجنتين والأورغواي تحديداً، ويقدّمون في مواسمهم رقص السامبا ويرتدون ملابس تنكرية تغطي الرأس وكامل الجسد.

حقل من الألوان حيث ترسم معظم هذه الطقوس في أراضٍ زراعية مع اعتماده ضربات مكثّفة من الفرشاة على سطح اللوحة تجعل اللون طبقات متراكمة، مع ظهور مفردات أساسية مثل السماء الملبّدة بالغيوم والمسطحات المائية مع إبراز للظلال في تبايناتها مع الضوء. جموع تؤدي الصلاة والترانيم أو تتراقص فرحاً وسروراً.
 

المساهمون