تشهد البحرين، على المستوى الشعبي، حراكاً قويّاً داعماً لـ فلسطين، وهو مُتأسّس على حراك قديم مطلبي وذي أبعاد سياسية تغييريّة. ومن بين الأنشطة التي عُقدت في هذا الإطار ندوة جماهيرية انتظمت أمس الجمعة في مقرّ "جمعية مقاومة التطبيع"، بعنوان "ساعة التحرير دقّت برّا يا استعمار"، كما عُقدت قبل أيام في مقرّ "المنبر التقدّمي" جلسة بعنوان "المثقّفون العرب والموقف من العدوان الصهيوني على غزّة"، إلى جانب وقفات احتجاجية ومظاهرات مؤيّدة لفلسطين لم تتوقّف منذ أربعة أشهر.
كذلك صدر مطلع شباط/ فبراير الجاري العدد الجديد من نشرة "التقدّمي"، التي يُصدرها "المنبر التقدّمي"، وحمل عنوان "طيفُ مانديلا في فلسطين"، وممّا جاء في افتتاحية العدد (195): "صحيحٌ أنّ 'محكمة العدل الدولية' لم تدعُ إلى وقفٍ فوري للعدوان الصهيوني على غزّة، وما زالت تهمة الإبادة قيد النظر من المحكمة، لكنّ ما تحقّق في جلسة السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير إنجازٌ قانوني كبير لجنوب أفريقيا... وقبل ذلك وبعده للقضية العادلة للشعب الفلسطيني".
تضمّن العدد مجموعة مقالات تناولت القضية الفلسطينية، وراهنيّتها بعد عملية "طوفان الأقصى". وتحت عنوان "أحفاد مانديلا يصنعونَ حدثاً تاريخياً"، رأى الباحث حسين آل ربيع أنّ "الحكم النهائي لهذه الدعوة القضائية التاريخية لا يهمّ كثيراً بقدر أهمّية الدعوة نفسها، إذا أخذنا بالاعتبار أنّ المؤسّسات والمنظمات الدولية التي تهتمّ بقضايا حقوق الإنسان، ومنها محكمة العدل، قد نشأَت بعد الحرب العالمية الثانية، وأنّ النظام الدولي الذي يدعم جرائم الاحتلال سرّاً وعلانيةً يُسيطر عليها وعلى قراراتها. على أيّ حال، فأيّاً كان الحُكم النهائي الذي ستؤول إليه المحكمة سيشكّل فضيحة للكيان المُحتلّ وداعميه شعبيّاً ودوليّاً".
"جنوب أفريقيا تنتصر لفلسطين" عنوان مقال للكاتب حسين الملا، الذي اعتبر أنّ "هذه الدعوى الاستثنائية بالغة الأهمّية غيّرت وستغيّر الرواية والسردية الغربيّة والدولية تجاه كلّ ما يجري من أحداث في فلسطين.
ولفَت عبد النبي سليمان، في مقاله "غزّة: تحوّلات الصراع ورهانات المستقبل"، إلى "عَجْز بوارج القوى الإمبريالية العالمية رغم المواجهة غير المُتكافئة عن إصلاح ما أفسدته تداعيات الحرب الهمجيّة على غزّة".
أمّا فهد المضحكي، فرصد، في مقال له بعنوان "تناقضات الموقف الأميركي في حرب غزّة"، المشاركة الغربية في العدوان على غزّة، والتي لا تقتصر على التغطية الإعلامية بل تتجاوزها إلى المشاركة العسكرية.
إلى جانب ما سبق، تضمّن العدد تغطيات حول أبرز محطّات الحراك الجماهيري البحريني الداعم للقضيّة الفلسطينية، والوقفات الاحتجاجية التي نظّمتها قوى سياسية مختلفة داخل البلاد، طيلة الأشهر الماضية، بالإضافة إلى مقالات أُخرى تناولت الشأن المحلّي وما فيه من ندوات فكرية وإصدارات حديثة.