منذ انطلاقته يوم الجمعة الماضي، ظهر توجّه "المعرض الوطني للكتاب التونسي" نحو التكريمات، حتى أنه اتخذ اسم "دورة هشام جعيط"، تكريماً للمؤرّخ التونسي الراحل مؤخّراً. خيار التكريمات حاول ملامسة قطاعات ثقافية متعدّدة، ومنها الفنون التشكيلية، وقد جرى تكريم الفنان والباحث التونسي الحبيب بيدة ضمنه منذ يومين في ندوة شارك فيها فنانون وباحثون ملمّون بتجربة بيدة.
أدار الندوة سمير التريكي، وجرى التأكيد على مختلف أبعاد مسيرة بيدة وخصوصاً كونه صاحب رؤية شاملة في تاريخ الفنون العربية، حيث ناهض في أبحاثه الكثير من أطروحات المستشرقين.
في مداخلته، أكّد فاتح بن عامر على أهمية البحوث التي قام بها بيدة خلال مسيرته الجامعية والفنية على مدى أربعة عقود، ودعا إلى جمع نصوص الفنان التونسي وإصدار أعماله الكاملة لتوثيقها حتى يستفيد منها الباحثون والفنانون والطلبة. واعتبر بن عامر أن التكريم الحقيقي لهذا المبدع يكمن في تحقيق هذا الحلم. كما جرت الدعوة ضمن الندوة إلى ترجمة أطروحة الدكتوراه التي نالها بيدة من جامعة "السوربون" إلى اللغة العربية ليستفيد منها الباحثون والطلبة ولتعزز المكتبة الفنية في تونس.
وفي كلمته، قدّم رئيس "اتحاد التشكيليين التونسيين" وسام غرس الله إضاءة شاملة على مشوار المحتفى به ونصوصه ومعارضه الفنية، مؤكداً على أن هذه الأبعاد لم تجد للأسف الاعتراف الذي تستحقّه، ومعتبراً أن بيدة "فنان ومفكّر وهو أيضاً رمز من رموز الفكر النقدي".
وقدّمت الفنانة التشكيلية نجاة الذهبي عوالم الحبيب بيدة الإبداعية باعتبارها فضاءت مسكونة بالتساؤلات والحيرة والقلق، ولفتت إلى وجود "انسجام سحري بين عالميه المنفصلين: عالم الكتابة وعالم الرسم".