الشعر في "مهرجان جرش": السجال لا يزال مستمراً

18 يوليو 2024
المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحب الشاعر الأردني حسين جلعاد من مهرجان جرش تضامناً مع غزة، بعد انسحاب 11 شاعراً آخرين، مؤكداً ضرورة وقوف المثقفين مع الشعب الفلسطيني.
- قدم الشاعر محمد مقدادي مبادرة لعقد اجتماع في "رابطة الكتاب" لمناقشة المهرجان، لكن الرابطة لم تستجب، وقررت المشاركة قبل بروز الاعتراضات.
- انسحب الشاعر حكمت النوايسة احتجاجاً على مشاركة أدونيس وتهميش الشعراء الأردنيين، معترضاً على الإعلان عن مشاركته دون استئذانه واحتكار قرار المشاركة.

اعتراضات جديدة على إقامة "مهرجان جرش للثقافة والفنون" الذي تنطلق فعاليت دورته الثامنة والثلاثين الأربعاء المقبل، حيث أصدر الشاعر الأردني حسين جلعاد بياناً أول أمس الثلاثاء، قال فيه: "إن قلبي يذهب إلى حيث يقف الزملاء والرفاق المنسحبون من المشاركة في المهرجان، فما يجري في غزة من إبادة وقتل وتشريد يهز أرواحنا بعنف، ولا يمكن لنا أن نتغاضى عن صرخات أمهاتنا وأطفالنا في فلسطين تحت أي ظرف".

وفي الوفت نفسه، رأى أن "المسؤولية التاريخية التي طالما حملها مثقفو رابطة الكتاب الأردنيين تحتم علينا أن ننظر في السيرورة الدائمة للنضال.. وأن نخوض معركة الصمود دفاعاً عن الشعب المناضل ومستقبل هذه الأمة من مواقعنا ككتاب وشعراء ومثقفين، وهذا موقف يحتم على نخبة المثقفين أن تتقدم الصفوف لا أن تنسحب أو تنأى وتكتفي من الغنيمة بالإياب".

وتابع جلعاد: "كان سيسعدني لو أن القبضات الملوحة قد ارتفعت أيضاً ضد الشعوبية وأقنعة الطغيان، فهذه الأمة العظيمة تحتاج منا أن نقف ضد تزييف الوعي وتغريبه، وأن نتحد ضد رموز التطبيع وعوامل الهدم الشعوبي المتمثلة في دعوة ومشاركة البروفيسور الفرنسي أدونيس"، مبيناً: "كان بودي لو انصرفت جهود الجدل والنقاش إلى تفكيك اللغم الذي وُضع في قلب الثقافة الأردنية، فلا يعقل أننا فيما نحتفل برمز النضال محمود درويش، فإننا نسكت عن "مثقف" (أدونيس) صمت عن دماء غزة ولم يذكر عذابات الفلسطينيين ولو بكلمة، وكان قبلها قد صمت عن عذابات شعبه، بل وأنكر عليه شوقه للحرية".

أعلن الشاعر حسين جلعاد انسحابه من المهرجان بعد أيام من انسحاب أحد عشر شاعراً أردنياً

بيان جلعاد يأتي بعد أيام من تقديم الشاعر محمد مقدادي، أحد الشعراء المنسحبين من المهرجان، مبادرة دعا فيها إلى دعوة الكتّاب المعنيين وبدون استثناء لاجتماع عاجل تحت سقف "رابطة الكتاب" يتسع لكل وجهات النظر، وفتح باب الحوار في جلسة مفتوحة لا تنغلق إلا باتخاذ قرار موحد محكوم بكل المقاييس الوطنية والأخلاقية والإنسانية التي تحتكم لها الرابطة كمؤسسة ثقافية، رافضاً انقسام الساحة الثقافية إزاء المشهد الفلسطيني.

مبادرةٌ لم تلتفت إليها الرابطة، كما أوضح عضو الهيئة الإدارية، الباحث والأكايدمي أمجد الزعبي، الذي قال في حديث إلى "العربي الجديد"، بأن الهيئة لم تطرح المبادرة للنقاش أساساً، كما لم تناقش من قبل اعتراضات الشعراء المنسحبين، رغم مطالبة الزعبي في أكثر من اجتماع باتخاذ موقف ينسجم مع اللحظة التي تتواصل فيها حرب الإبادة في غزّة منذ أكثر من تسعة أشهر.

ولفت أيضاً إلى أن الهيئة الإدارية توافقت على المشاركة قبل بروز أية اعتراضات عليها، ومن جميع التيارات المؤلّفة لهيئاتها الإدارية الثلاث، ولا تريد الإنصات إلى الأصوات المعترضة وتفهّم دوافعها، مبيناً أن رئيسها الباحث موفق محادين تقدّم في وقت سابق برفقة زملائه في "الجمعية الفلسفية الأردنية" التي ينتسب إليها أيضاً إلى "إدارة مهرجان جرش" لإقامة مؤتمرهم  الثاني عشرً تحت عنوان "تجديد الفكر النهضوي العربي"، ضمن فعاليات المهرجان، وحصلوا على الدعم المطلوب، ما يعني قبول المشاركة من أساسها.

احاتجاج على فرض الأسماء العربية المشاركة في المهرجان وتهميش الشعراء الأردنيين

وفي حديثه إلى "العربي الجديد"، بيّن الشاعر حكمت النوايسة أن انسحابه من المشاركة في "جرش" أتى احتجاجاً على مشاركة أدونيس في أمسية الافتتاح، لأنّه صمت عن غزّة ووقف ضدّ شعبه، وكذلك على إفراد أمسية خاصة لشاعر آخر من بلد عربي لا ترقى قصديته لمستوى معظم الشعراء الأردنيين المشاركين، مشيراً إلى أنه يجري فرض الأسماء العربية المشاركة في المهرجان، وفي كلّ ذلك تهميش للشعراء الأردنيين.

واعترض النوايسة كذلك على الإعلان عن مشاركته في المهرجان دون استتئذانه، ضمن برنامج يضمّ أمسيات "مترهلة"، بحسب وصفه، في هذه الظروف التي تتعرَض فيها غزّة لأبشع عدوان صهيوني، كما اعترض على احتكار قيادة الرابطة لقرار المشاركة، وإقصائها المعارضين لأسباب أيديولوجية وسياسية.

أما الشاعر غازي الذيبة، فأشار في حديث إلى "العربي الجديد" إلى أنه "لم يعد هنك قدرة على احتمال المشهد في غزة، والألم الذي يعيشه أهلنا هناك"، مؤكدأ أن "أي شكل للاحتفال ليس ذا قيمة حتى لو كان مرتبطاً بغزة، فالشعر والغناء في حضرة الدم لن يدفع إلى وقف الإجرام الصهيوني"، وختم يالقول: "الشعر يحتاج إلى لحظة متوهجة للتضامن مع المقاومة والإنسان في كل مكان، وعدم مشاركتي تأني احتججاً على المؤسسات الثقافية العربية عموماً التي لم تنتج فعلاً حقيقياً في مواجهة الإبادة".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون