- الفنان الفلسطيني بشارة الخلّ يفتتح السلسلة بمحاضرة حول "الحداثة في التأليف الموسيقي"، مسلطاً الضوء على التحديات في تفاعل الجمهور مع الفن المعاصر والحاجة إلى مساحة أكبر للتجريب في مواجهة ثقافة السلع.
- البرنامج يشمل محاضرات أخرى تغطي موضوعات مثل المقاومة والشعبوية في الموسيقى الفلسطينية، والعلاقة بين الحداثة والتقاليد في المقامات الشرقية، مع تقديم جلسات حوارية تعزز التعاون الفني وتبني جمهوراً ذواقاً للموسيقى الجديدة.
تحت عنوان "حول الموسيقى"، تُقيم مبادَرة "العتبة" في "مؤسّسة عبد المحسن القطّان" برام الله، بالشراكة مع "مركز خليل السكاكيني"، ابتداءً من الرابع عشر من الشهر الجاري وحتى الثاني والعشرين من الشهر المُقبل، سلسلة محاضرات "تسلّط الضوء على الثقافة الموسيقية الفلسطينية، كجزء من مقاوَمة إسكات الصوت الفلسطيني في ظلّ الأوضاع الاستثنائية التي نعيشها".
تهدف السلسلة، بحسب بيان المنظّمين، إلى إلقاء نظرة داخل عالم تأليف وصناعة الموسيقى، من خلال طرح عدّة مواضيع من زوايا مختلفة؛ مثل الخطاب الاستعماري في تعريف الصناعة الموسيقية الفلسطينية، وتوظيف اللغة العربية لحنيّاً، والحداثة والتقاليد في المقامات الشرقية، وتفاعُل الجمهور مع الفنان المعاصر، ونقاش أساليب مختلفة في تأليف موسيقى عربية تجريبية.
"الحداثة في التأليف الموسيقي: متاهة في غابة السلع"، عنوان المحاضَرة الأُولى، التي تُقام عند السابعة من مساء الثلاثاء المُقبل، ويتناول فيها الفنّان الفلسطيني بشارة الخلّ المعيقات في تفاعُل الجمهور مع الفنّان المعاصر، ضمن "محاوَلة لجسر الفجوات بين التوقّعات والنوايا الفنية"؛ حيث يتساءل عن المجهود المطلوب لتسوية هذه الفجوة، وإمكانية جعل هذه الأعمال أكثر قابلية للفهم والتفاعل.
وتسعى المحاضَرة، وفق المنظّمين، إلى "كشف التوتّرات الكامنة في تحديد علاقة الجمهور بالفنّ عامّةً والتجريبي خاصّة"؛ حيث تتطرّق إلى سهولة التشتّت في متاهة العولمة واندماج الحضارات، وعن الضبابية في المفهوم السائد للفنون والغرض منها، وعن الحاجة إلى مساحة أكبر وفرص أكثر للتجريب، بهدف "مواجَهة تفوُّق مؤشّرات التقييم الكمّي على التقدير النوعي" و"تفكيك العلاقات المعقّدة بين الفنّ الحديث والجمهور وثقافة السلع".
بدأ الخل، المولود عام 1968، بدراسة العزف على آلة البيانو والكمان مبكراً، قبل أن يلتحق في نهاية الثمانينيات بـ"أكاديمية القدس للموسيقى" لدراسة التأليف الموسيقي. كتب العديد من الثلاثيات والرباعيات والأعمال الأوركسترالية، إضافةً إلى موسيقى عدد من الأفلام والمسرحيات. وفي عام 2017، أسّس شركة متخصّصة في تطوير برمجياتٍ في مجال الأداء الموسيقي الافتراضي.
وتتضمّن سلسلة "حول الموسيقى" أربع محاضرات أُخرى؛ حيث تحمل الثانية عنوان "الموسيقى في فلسطين بين التعبير الفنّي والمقاومة والشعبوية والليبرالية الجديدة"، ويُقدّمها عيسى بولص مساء الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه، يقدّم أحمد الخطيب محاضرةً بعنوان "المقامات الشرقية: بين الحداثة والتقاليد".
ويستمرّ البرنامج في حزيران/ يونيو المُقبل، حيث تُقام في الثالث عشر منه جلسة حوارية مع كاميليا جبران حول تجربتها الموسيقية، ومحاضرةٌ بعنوان "حاملُ الهوى - حامل النغم" من تقديم خالد جبران في الثاني والعشرين منه.
يُذكَر أنّ "العتبة"، مثلما تُعرّف نفسها، مبادَرة مستقلّة بإدارة الفنّانة دينا الشلة، تركّز على صناعة الموسيقى الجديدة، وتشجيع التعاوُن الفنّي بين الموسيقيّين، وبناء جمهور ذوّاق من خلال زيادة المعرفة حول الموسيقى والطرق المختلفة التي تتمّ بها صناعة الموسيقى.