تعرف متاحف المدن الغربية الكبرى أن عداً تنازلياً قد بدأ منذ 2018 حين طالبت دول أفريقية مثل بينين والسنغال باستعادة آثارها من البلدان الاستعمارية. ورغم أن الدول العربية لم تكن في الصف الأول من هذه المطالبات، فإن من الواضح أن هناك ضغطاً - حتى من داخل المؤسسات المتحفية الغربية - نحو إعادة جزء كبير من الآثار.
تترتّب عن هذا الوضع تغييرات كثيرة في مقاربة المتاحف الغربية للآثار، فهي تعمل على إعادة تشكيل سمعتها بعيداً عن كونها فضاءات لعرض "الآثار المسروقة". لذلك نشهد استثماراً في الجانب المعرفي والإخراجي أكثر من ذي قبل، وهو عنصر يمكن الإبقاء عليه في حال أعيدت القطع الأثرية، من خلال الجمع بين الأنشطة المعرفية والعروض الافتراضية للقطع.
يمكن أن نلامس بعض أشكال هذه الأنشطة المعرفية من خلال برنامج ينظّمه "متحف اللوفر" في باريس يوم غد الإثنين، ويقوم على الجمع بين المعرفة واللعب، وهو في ظاهره موجّه للأطفال لكنه يتوجّه إلى جمهور أوسع.
تقوم فكرة البرنامج، الذي تقدّمه الباحثة الفرنسية تاتيانا بايول، على تقديم عدد من المعطيات حول الحياة اليومية للمصريين القدامى، ومن ثمّ العمل على إعادة تركيبها عبر عناصر يوفّرها المتحف، وتحاكي القطع المعروضة فيه.
يتضمّن البرنامج مجموعة من المحاور؛ أبرزها إعادة تركيب حياة القصور، ومنها الولائم والحفلات العامة، كما تُعاد صناعة المشهدية الجنائزية في مستوياتها المتعدّدة من طقوس دفن الفراعنة إلى طرق دفن المصريين من فلاحين وحرفيين.